مقالات

“التكنولوجيا مرآة، لا بديل للواقع”

الحياة الرقمية أداة عظيمة بين أيدينا، ولكنها تبقى ظلًا لا روح فيه، ولن تكون يومًا بديلًا عن دفء اللقاءات الحقيقية أو جمال اللحظات العفوية التي تُنسج بصدق القلوب. قال الله تعالى:“وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”فالتعارف لا يتحقق في ضوء الشاشات وحده، بل في عمق اللقاءات الصادقة حيث تنبض الأرواح وتلتقي الأحلام.في عالمنا الرقمي، الذي يختصر المسافات لكنه يزرع بيننا جدران العزلة، نخسر شيئًا ثمينًا: الصمت الذي يسمعنا صوت أنفسنا، واللحظات التي تزهر فيها علاقاتنا بالاهتمام والدفء. بين إشعارات الهواتف وضجيج الرسائل، يتسلل إلينا فراغ عاطفي، فتتوارى ألوان الحياة الحقيقية خلف الشاشات.

وكما قال الشاعر

“كُنْ جَميلاً تَرَ الوجودَ جَميلا”

فكيف نرى الجمال إذا كانت أعيننا أسيرة الضوء الأزرق، وحواسنا محرومة من ملامسة نسمات الواقع؟

الحياة ليست في عدد الإعجابات أو التعليقات، بل في قُبلة على جبين أم، وضحكة نابعة من أعماق صديق، وحوار صادق ينير القلوب. التكنولوجيا قد تجمعنا افتراضيًا، لكنها تعجز عن منحنا ذلك الدفء الذي لا يتحقق إلا بتواصلنا الإنساني الحقيقي.

فلنكن نحن من يقود التكنولوجيا، لا العكس. ولنصنع حياة غنية بمشاعرنا، مليئة بعلاقات تُروى بالحب وتُثمر بالسعادة. الحياة الحقيقية، أبوابها مفتوحة أمامنا دائمًا، بانتظار أن ندخلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى