مقالات

من هو المثقف

تعاني المجتمعات بغض النظر عن الجنسية مشاكل عديدة على كافة الأصعدة الاجتماعية ولست في هذا المقام أنوه لسرد قضايا وعرضها للإثارة والتفكير والنقاش. ولكن تظل مشكلة او قضية المثقفين تؤرق المجتمعات الإنسانية في اي مكان وربما في اي زمن هي قضية المثقفين.
قد يجزم البعض باستحالة وجود مجتمع لا يشهد صراعا ثلاثي الأبعاد بين المثقفين عامة دون استثناء.
فمن هو المثقف؟ وما هي صفاته؟ اي ماهي الاشياء التي تجعله مثقفا؟ وما هي مكانته مع ضروف التغيرات.
في اغلب الادبيات والدراسات التي تتناول مفهوم المثقف يوجد دائما خلط بين النظر إلى المثقف كما يحب ان يكون من خلال واقعه الذي يعيشه . وينتج عن ذلك خلط المفاهيم في التعريفات والتصورات المختلفة عن بعضها حسب تفكيره.
هناك من يربط المثقف بالثقافة وهناك من يربطه بالتعليم وغيرها من الروابط، وهنا يصبح المثقف هو:
الشخص القادر على انتاج الأفكار الجديدة او من لديه المقدرة على التعامل مع الأفكار القديمة والحديثة التي أنتجها الفلاسفة والأدباء والمؤرخون وغيرهم.
وقد اثير جدل ونقاش كبير وحاد بشأن ماهو التعريف الامثل والأفضل للمثقف؟
ففي أوروبا منذ ظهور لفظ المثقفين في فرنسا في بدايات القرن العشرين بعد حادثة دليفري كان يمكن اعتباره الشخص حامل شهادة تعليمية مثقفا. حتى وان كانت شهادة الثانوية العامة. وبكلام آخر كان المثقف في ذلك الوقت الشخص غير الأمي وربما لان الحصول على الشهادات لم يكن ممكنا او متاحا للجميع لذلك كانت تطلق صفة المثقف على حاملي الشهادات التعليمية.
اما في السياق الشرقي ينظر المثقف إلى نفسه على انه إنسان غير عادي ولا يشبهه احدا وانه ينتمي إلى طبقة متميزة تعلو على طبقات الناس.وان هذا المثقف يحدد مصاير العامة وتدابير الحياة ويمكن تصل المسألة للاستبداد المستنير. والأكثر من ذلك تمتلك هذه الطبقة قدرا من الازدراء للطبقات الاخرى خاصة الطبقة العامة. والاستعلاء عليها إلى درجة منعها من التصريح بعد أهلية تلك الطبقات للمشاكسة والاستعلاء عليها لدرجة تمكنها من التصريح بعد أهلية الطبقة المشاركة في اي من امور الحياة الأخرى ويمكن يجمع البعض انه هو الشخص المثقف.
بالنظر للمثقف الشرقي إلى نفسه انه انسان غير عادي ولا يشبه عامة الناس وقد يتعالى على الناس بفلسفات محيرة لكي يثبت تفوقه وسمو مكانته.
ولكي نعرف دور المثقف او المثقفين في المجتمع علينا ان نعي ونفهم ما يفعلونه او ما يعتقدونه وهل هم منتجين اجتماعيًا ولهم التأثير الفعال البعيد عن اي تفكير يعارض الانظمه وغير ذلك من الأفكار السلبية المنافية للواقع
وعلينا ان نميز ونعرف الميزة الأساسية للمثقف الحقيقي ليست الشهادات الجامعية ولا حتى الكتب التي قرأها بل إلى استيعابه وتمثله وادراك عقله الذي يعاني منه في ابسط المعاني باستخدام العقل لاتخاذ القرار وكيفية التصرف وقدرته على دراسة المواضيع ومعالجتها ودورها في الحوار او النقاش الذي يدخل فيه.
فالمثقف هو أداة الوعي المتعلم المطلع ويعاين المشكلات الاجتماعية ويعمل ويساعد على ايجاد الحلول المناسبة والخروج من المآزق والمعضلات الفكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى