على طريق سريع، ممهّد بالإسفلت، لكنه لا يخلو من بعض الحفر المفاجئة والعثرات المتناثرة، كنت أقود سيارتي مستمعًا لـ “موسيقاي المفضلة” وهي عبارة عن مزيجٌ غير متناغم من ضجيج الشارع وصراخ الأطفال، وكأنها سمفونية عصرية تمثّل فوضى الواقع بكل واقعية.
وبينما المسافة تمتد، بمسافة ليست بقصيرة ولا بقريبة من نهايتها، اتى إلى مخيلتي سؤال:
“ماذا لو…؟”
ماذا لو انكشفت القلوب؟ وانجلى ما نحجبه خلف الأقنعة؟
ماذا لو علمنا ما في النفوس، وظهر المستور من النوايا؟
هل كنا سنبقى على ما نحن عليه؟
أكان ذاك المدير سيبقى مديرًا؟ وذاك الشيخ شيخًا؟
أم كانت الأدوار لتُعاد كتابتها، وتسقط الأقنعة وتُستبدل العناوين؟
وفي خضم هذه التساؤلات، اصطدمت بإحدى الحفر في الطريق، فتوقفت موسيقاي المفضلة بشكل مفاجئ من صوت الاصطدام بالحفرة فخرجت مني كلمات “مديح” للقائمين عليها وكانت لائقة بشكل مميز … فتعوذت من الشيطان، وتذكرت المقولة الشهيرة: “لو تفتح عمل الشيطان.”
وبعد مسافه من التفكير علمت بأنها أسئلة عابرة، نعم، لكنها تفتح أبوابًا واسعة للتفكير.
ففي زمن تتوارى فيه الحقائق خلف الوجوه، وتُنسج فيه الأدوار بحرفية، يبقى سؤال “ماذا لو؟” أشبه بمرآة… نرى فيها ما نتمناه أحيانًا، وما نخشاه في أحيانٍ أخرى
دائماً مبدع ومتألق يا أبا عبدالعزيز بأطروحاتك وخواطرك الجميلة جداً