تُعد بركة زبيدة، الواقعة شمال مركز عشيرة بمحافظة الطائف، أحد المعالم التاريخية المهمة التي تعكس عبقرية الهندسة الإسلامية في إدارة المياه. شُيدت هذه البركة ضمن مشروع عين زبيدة، الذي أطلقته السيدة زبيدة بنت جعفر، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، في القرن الثاني الهجري، بهدف توفير المياه للحجاج والمسافرين عبر طريق الحج العراقي إلى مكة المكرمة.
تم تصميم البركة لتجميع مياه الأمطار وتخزينها، مما يضمن توفر المياه على مدار العام، خاصة في المناطق القاحلة. ورغم مرور أكثر من ألف عام، لا تزال بقايا هذه البركة شاهدة على دقة البناء وجودة التصميم الهندسي الذي استخدم في إنشائها.
وتعمل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية حاليًا على مشاريع ترميم وتأهيل المواقع التراثية، ومن بينها بركة زبيدة شمال مركز عشيرة، للحفاظ عليها وتعزيز السياحة الثقافية في المنطقة. ويؤكد المؤرخون أن هذه البركة ليست مجرد مصدر للمياه، بل إرثٌ حضاري يعكس مدى اهتمام المسلمين قديمًا بتسهيل سبل العيش للحجاج والمسافرين.
