مقالات

ظاهرة(عناد الأطفال) بين الحساسية المفرطه ولفت الانتباه

قبل أن نستطرد في هذا الموضوع الشائك علينا أن نعترف أنه وبالرغم من ادعاءاتنا المتكرره بامتلاكنا الخبرة والمعرفة بما بتعلق بكيفية التعامل مع الطفل إما من خلال القراءة العميقه والمستفيضة أو من خلال تجربة سابقة مع الأطفال او حتي من خلال الدراسة الاكاديميه المتخصصه بسلوكيات الاطفال إلا أننا نكتشف أن لكل طفل شفرته الخاصة والخاصة جداً تميزه هو فقط عن غيره من أقرانه لذا علينا قبل البدء في التعامل معه أن نفك رموز هذه الشفره وقبل أن نصدر عليهم أحكامنا الغليظة التي نصفهم بها بل ونتعامل معهم على أساسها وتكون مشكلة أطفالنا الأكبر ليست فيهم او في دواخلهم في الحقيقة، وإنما تتمحور بنا نحن الآباء والمربين بكل اسف !!
فمن بين الظواهر الشائعة التي تظهر عند بعض الأطفال ألا وهي (ظاهرة العناد ) فكما هو شائعا ومتداول أن الطفل العنيد هو ذلك الطفل الذي (لا يسمع الكلام، يصمم على رأيه، يصر على تكرار الخطأ )
ولا يخفى على أحد أن هذه المظاهر تفسد الوئام والسلام العائلي المنشود وتعكر صفو التواصل بين الآباء والمربين وبين أطفالهم.
ولكن بصراحة !
هل فكرنا يوماً ما سبب تلك المشكلة؟ وماهي الأعراض والحلول الذي يمكننا من خلالها تفادي هذه المشكلة السلوكيه ؟؟
فالعناد لدي الأطفال نوعا من السلوك الغير سوي (المزعج )الذي يمارسه الطفل سواء داخل محيط الاسره او خارجها مما يسبب الكثير من المشكلات للأسرة الذي تحاول جاهدة الي تعديل هذا السلوك فالعناد كما ذكرنا سالفا هو عدم طاعة أوامر الأهل وتنفيذ مطالبهم ويصبح سلوكا ثابتا أو ظاهرة سلوكية حين يصمم الطفل على رأيه ويرفض أي أمر يوجه إليه بشكل مبالغ فيه
لكن في نفس الوقت فالطفل العنيد يمتلك صفة ذات وجهين أحدهما سلبي والآخر إيجابي فإذا تم التعامل معه بحكمة سيصبح شخصية ناجحة عند كبره كما أنه قد يقع في الإخفاق وفي مشاكل كثيرة في حال تمت معاملته بطريقة خاطئة.

لذلك على الأهل والمربين الانتباه كثيرا لهذه النقطة والوقوف أمامها كثيرا بعيدا عن أسلوب التعنيف والضرب والتوبيخ او استخدام الايذاء اللفظي والتركيز علي التعامل بالتحكم بالانفعالات عن طريق الحنان والاهتمام والحب والاحتواء والتقارب لهذا الطفل لتغيير هذا التصرف وتشجيعه على السيطرة على عناده وغضبه وردود أفعاله السلبية والتصرف بالطريقة الصحيحة
لذا عند دراسة (حالة العناد لدي الأطفال ) لتعديل السلوك يجب أولا أن نؤكد على أن ليس كل طفل ذو إرادة حرة ومستقله هو ذلك الطفل العنيد يجب أن نفهم أولاً قبل أن نصدر أي أحكام ونتخذ اي إجراء حيال الأمر
ماهي التعريفات العلمية للطفل العنيد فالطفل العنيد هو الطفل الذي يرفض الخضوع لولي الأمر ويكسر القواعد ويرفض القيود من أبسط الأمور اليومية لأكثرها تعقيداً
وفي مقابل ذلك
ينشئون قوانين خاصة بهم ولديه القدرة الكبيرة على الجدال. كذلك لديهم العزم الشديد للثبات على ما يردون وعلى عدم تغيير موقفهم من الأشياء تحت أي ضغط خارجي مهما كان
كذلك لا يمكننا أن نغفل حاجاتهم القوية للبوح وأن يكونوا مسموعين لذا يقومون دائماً بلفت الانتباه لهم.
كذلك يسعون لاستقلاليتهم بشكل قد يبدو عنيفاً.
كذلك إلحاحهم الشديد دائما عن السبب وراء ما يقومون به أو ما يطالبون بالقيام به.
كما هو حال كل الأطفال في تعرضهم لنوبات الغضب، ولكن الطفل العنيد يتعرض لنوبات غضب أكثر.
واخيراً تجد لديهم سمات قيادية واضحة قد تصل أحياناً حد التسلط.
ولكن يبرز هنا سوال بحجم السماء ؟؟
هل هو طفل شديد الحساسية ؟؟
هل هذه الحساسيه هي حقيقة نمطه؟؟
هل العناد هنا مجرد حيلة دفاعية حتى يتجاوز هذه الحساسية المفرطة؟؟

فالاطفال في العادة يعتمدون على حكمتهم الداخلية في مقابل السلطة الخارجية المتمثلة في الآباء والمربين. فهم لا يسمحون أن يتجنى عليهم أحد من خارجهم وعندما يرغبون بشدة في فعل شيء ما يفعلونه بكل عزم وإصرار.
وعليه فهناك أمر ما وراء هذا العناد الظاهر، محاولة من الطفل لإثبات ذاته وإعلان صريح عن وجوده وهذا عند معظم الأطفال ولكن مع اختلاف نسب هذا السلوك حسب شخصية كل طفل
إذن نحن لسنا بصدد نمط أو طبع فطري يجب التعامل معه بل هو سلوك ظاهر يخبئ وراءه دافعاً أقوى منه
وهو عرض لعدم تفهم طبيعة الطفل وحساسيته الشديدة.
ففي غالب الأحيان لا تكون المشكلة بشكل كامل في الصغار قد تكون مشكلة المربين بامتياز، نحن نسقط توقعاتنا الكبرى على أطفالنا، فنرفع كثيراً من سقف التوقعات منهم وإن لم يقدروا عليها، كما أننا في كثير من الأحيان لا نقدر الاختلافات التي يمكن أن تكون بيننا وبينهم.ليس فقط فارق السنين، بل فارق الشخصيات والإمكانيات والطموحات. فيصيبنا الإحباط كثيراً عند احتكاكنا بأول صدام بين المرب أو الآباء والأبناء.
كما أننا لا نراعي كثيراً المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل ولا سماتها وأسئلتها الملحة، فعلى سبيل المثال: الطفل دون السابعة لا يرى ما يلزم وما لايلزم مثلما نراه نحن البالغين بل هو يفعل ما يريد أن يفعله وليس ما يجب عليه فعله في تلقائية قد تبدو لنا فوضى مدمرة وعارمة ولكن باقترابنا أكثر من عالمهم الصغير، يمكننا ولو بقدر قليل تقبل منطقهم عن الأشياء وهذا يحسن كثيراً من طريقتنا في التعامل مع الطفل بما يؤثر على ظهور أي سلوكيات عدائية أو تمردية في المستقبل
فالعناد والتمرد إذن سلوكيات ظاهرة لطبع كامن وراءه قد يكون حساسية مفرطة أو محاولة لكسب ثقة في نفس الطفل وإمكاناته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى