مقالات

عش الزوجية … بقلم عبدالرحمن سلامه الذبياني

كتبت الأسبوع الماضي عن الزواج وعنّ العلاقات الزوجية مالها وماعليها وبالأمس شاهدت مقطعاً على احدى وسائل التواصل الإجتماعي الحقيقة لامس ذلك المقطع شغاف القلب مما دعاني لمعاودة الكتابة مرة اُخرى عن هذه الشراكه الهشة عند آلبعض لعلّ صوتي يجد أذاناً صاغية ومنّ على ارتفاع ثلاثة وثلاثون الف قدم وعلى متن رحلة الى مدينة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه أستهلّها المذيع الداخليّ للمقصورة بضرورة ربط الاحزمه استعداداً للإقلاع ثم صدح بذلك الدعاء الشهير الذي دعاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي يبعث على الطمأنينة . سبحان ألذى سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ثم عانق الطائر الميمون عنان السماء تحفه رعاية المولى عز وجل . أعود واستكمل معكم ذلك المشهد الدرامي الذي حدث في أحد قاعات المحاكم حيث حضّر الزوجان ومعهما أبنتهما لإنهاء العلاقة الزوجية وبينما القاضي منهمك بإنهاء تلك الاجراءات ضلّت الابنة واقفه جاحظه العينين والدموع تنساب على وجنتيها حيث لم تستطع إخفائها وترتجف أطرافها من هول ذلك المشهد حيث لم يبقى إلا سويعات قليلة وينهار ذالك العش الجميل الذي ولدت وترعرعت بين جنباته شريط سريع من الذكريات مر على هذه الصغيرة استعرضت فيه مراحل حياتها منذ الصغر وتذكرت سريعاً والدتها وهي تسرح شعرها استعداداً للذهاب لمدرستها ووالدها ينتظرها ليحمل لها الحقيبة ويوصلها للمدرسة ياألهي قالتها بصوت مسموع هل هذه نهاية كلٍ زواج هل كلُ مشكله تحدّث تهزذلك العش هل هو يشبه عش العنكبوت وهل وهل أسئله كثيرة دارت في رأس الصغيرة وبينما هي تفكّر في المصير المجهول الذي ينتظرها وإذا بصوت القاضي ياتي ٌمن بعيد صغيرتي أنهينا للتو إجراءات انفصال والدك ووالدتك ورغم أن الشرع أوضح مصيرك في مثل هذه الحالة إلا ان والداك آثرا ان يكون الخيار لكي ورغبتك مع من منهما ترغبين آلعيش حتى لا يتأثر مستقبلك أجهشت الصغيرة بالبكاء وقالت وهي ترتجف عن أي مستقبل تتحدث سيدي القاضي والعقل والجسد انفصلا وافترقاء مثل ما أفترق والداي كيف لي أن أعيش ونصفي الثاني مفقود حتى وإن كان حي يرزق عمّ الصمت القاعه وأسدل الستار وانا بدوري أقفلت ذلك الجهاز الصغير حيث لم استطع إكمال المشهد ولم تكن لدي الرغبة في معرفة باقي التفاصيل . سرحت قليلا ولم أفق الا على صوّت المذيع الداخلي للطائرة وهو ينادي اعزائي الركاب استعداداً للهبوط المرجوا من حضراتكم العودة لمقاعدكم و ربط احزمه المقاعد .إعتدلت في جلستي وأقول وأهمس في اذن كل أب وأم كملوا مشوار الحياة حتى وإن كانت تعتريها بعض الصعوبات القفز احياناً علّى بعض الخلافات من الرياضات المحببة للنفس شريطة تجنّب السقوط ما أمكن ذلك إحذروا من ابغض الحلال عند الله تذكروا ما ينتظر فلذات أكبادكم من مصير مجهول ربما تسبب في ضياعهم (كلكم راعٍ وكلٍ مسئول عن رعيته) تذكروا ألأشياء الجميلة التي مرت دعوا المركب يعبّر بسلام وإن كان لابد فلا تنسوا الفضل بينكم واحذروا من لعبه شد الحبل في العلاقات الزوجية ولا بد من التنازل من كلا الطرفين فالتنازل هنا هو المكسب الحقيقي . وعلى صوت المضيف الذي نبهني الى ضرورة إقفال الهاتف استعداداً للهبوط وضعت هاتفي جنباً ثم استدرّت نحو نافذة الطائرة حيث بداء التاريخ يطل من بعيد جبل احد وجبال طيبة الطيبة ومسجد الرسول الكريم وانا أردد سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى