مقالات

في المقبرة بقلم الكاتبه سلوى الأنصاري

كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، عبثًا كان يحاول، يود أن يكتب ولكن هيهات لم يكن الأمر سهلًا، حشرجة، ضيق نفس، الاكسجين بالكاد يصل إلى 40 ، وعيون محلقة في السماء تستعيد ذكرى أعوام في لحظة.
كانت عيون النوافذ تشهد ذلك الاحتضار وترمقه بحزن، يد حانية تشد على جسده النحيل الذي لطالما سهر الليالي بين يديه
قال أحمد: ما بالك؟ أكتب، أريد أن ننزف معًا كما كنا نرقص سويًا على تلك الصفحات البيضاء التى لطالما احتوتنا، ما بالك؟ أود أن أرى الاحرف الزرقاء التي صفق لها القراء وهام بها الأدباء، ما بك؟
أعياه المرض القلم الازرق واشتد به ألم النزع، ينظر بعيون جاحظة وقلب تتسارع دقاته وكأنها قرع طبول، وفجاءً توقف القرع مع النبض وثقل الجسد ونام إلى الأبد.


أحمد: أيها الأزرق مابك؟ كف عن هذا الهراء، دعنا نكتب كما كنا نفعل من قبل!
الأزرق اغمض عينيه إلى الأبد.
حمل أحمد القلم وضعه في أحد الأدراج، لا بل وضعه مع أصدقاءه في المقبرة الأبدية، وعاد ليحمل قلم آخر وفي رأسه يدور سؤال:

من منا سيتوقف أولًا؟

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. حقيقة النفس البشريه بأسلوب شيق وانامل قلم مبدع يسرح بين الخيال والواقع…. طرح فوق الإبداع والتميز 👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى