
(الشعور بالاستشعار) بقلم الكاتبة والاعلاميه فاطمة الصفيان
غياب الاستشعار غفلة تسرق المعنى من حياتنا ،
الاستشعار هو الشعور العميق بالمعاني والقيم التي تحيط بنا، سواء في علاقتنا مع الله أو في تعاملنا مع الآخرين ، وعندما نفتقد هذا الشعور، نصبح مجرد أجساد تؤدي أعمالًا بلا روح، فنؤدي العبادات كحركات ميكانيكية، ونتعامل مع الناس ببرود، دون إدراك لأثر أفعالنا ،
الاستشعار في العبادة هو روح القرب من الله ،
الصلاة، الصيام، الذكر، وغيرها من العبادات ليست مجرد طقوس، بل هي وسائل للارتقاء الروحي والاقتراب من الله ، لكن حين نمارسها دون استشعار لمعانيها، تصبح عادة لا تؤثر في سلوكنا أو تطهر قلوبنا ، فمن يصلي بلا خشوع، أو يصوم بلا استشعار لمعاناة المحتاجين، أو يذكر الله بلسانه دون أن يستشعر عظمته، يفقد روح العبادة ويجعلها مجرد حركات بلا أثر ،
الاستشعار في العلاقات الإنسانية.. دفء يحيي المشاعر
كما أن العبادة بلا استشعار تفقد معناها، فإن العلاقات بين البشر أيضًا تذبل عندما تغيب عنها الأحاسيس الحقيقية ، قد نلقي التحية دون اهتمام، أو نساعد الآخرين على مضض أو نسمع آلام أو مشكة أحدهم دون أن نشعر بحزنه ، ولا نظهر اي رد فعل تجاهه وقد يكون الرد عليه بقول ( الله يعين )وعندما يتحول التفاعل الإنساني إلى مجرد واجب أو مجاملة، نفقد القدرة على بناء علاقات حقيقية مؤثرة ،
إذاً كيف نعيد الاستشعار إلى حياتنا؟
1. التركيز والوعي: أن نعيش اللحظة بصدق، فنصلي ونحن ندرك أننا بين يدي الله بعظمته وجلاله ، ونتحدث إلى الآخرين ونحن نشعر بمشاعرهم ومعاناتهم ونضع انفسنا مكانهم ، ونتفاعل معهم ،
2. التأمل والتفكر: أن نتأمل في نعم الله وفي تفاصيل الحياة الصغيرة التي قد نغفل عنها ، ونكون ممتنين ،
3. الإحسان في كل شيء لأنه يصب في حسابنا البنكي عند الله ، سواء في العبادة أو التعاملات، أن نؤديها بحب وإتقان، لا كمجرد واجب روتيني ، ولا كما جهاز ألي روبورت مبرمج ،
عندما نستشعر الأمور بقلوبنا قبل عقولنا، ينعكس ذلك على ارواحنا وذواتنا، ونعيش حياة أكثر عمقًا وصدقًا، فنقترب من الله بعبادة حقيقية، ونقترب من الناس بإنسانية دافئة، ونجد في حياتنا معنى لا تستطيع الغفلة أن تسلبه منا .
المتألقة الصفيان كتبها هنا قمه في الايجابيه والموضوعيه. طرح موفق لاسيما في مناسبه عظيمه على المسلمين وشهر خير من الف شهر … أهمية الطرح تكمن في تشخيص السلوك الغير متزن في التعامل مع الذات و مع الاخرين على حد سواء..