مقالات

ظاهرة الإشاعة في وسائل التواصل الإجتماعي بقلم الإعلامي عبدالقادر بن سليمان مكي

الإشاعة ظاهرة إجتماعية قديمة عمرها من عمر التواصل الإجتماعي حتى في أقدم أشكاله ويستمر إنتشارها وتأثيرها في عصر التقنية الفائقة غير عابئة بما أنجزه البشر من علم وثقافة وتقدّم. ومن بيئاتها اليومية المثلى، الأوقات التي نقضيها مع الأصدقاء والمعارف في تَسَقُّط أخبار المجتمع والناس والأحداث
وكانت الإشاعة ولا تزال بحاجة إلى فضاء عام يمكّن الناس من إطلاقها وتداولها وبعدما كانت ميادين المدن والأسواق والمقاهي أبرز هذه الفضاءات وبعدما كانت الإشاعة تنتقل ببطء نسبي لإرتباطها بسرعة وسائل التواصل المتوفرة باتت اليوم تنتقل من أقصى العالم إلى أقصاه الآخر في دقائق بعدما حوَّلت التقنية العالم بأسره إلى مقهى واحد سواء أكنا سُذّجاً أم مشككين أميين أو علماء أطفالاً أم كباراً فإننا جميعاً نتورَّط بالإشاعات لما لديها من قدرة على الإنزلاق من بين دفاعاتنا العقلية قبل الإستفسار عنها فحتى المؤتمرات العلمية العالمية مثلاً التي يُنظر إليها على أنها من التجمعات الأكثر رقياً لا تخلو من الإشاعات
يقول نيغل نيكولسون أستاذ السلوك التنظيمي في كلية لندن لإدارة الأعمال إننا جميعاً في حفلات الإستقبال الكبيرة وفي المؤتمرات العلمية نتمتع بملذات النميمة عند الحديث عن الآخرين فقط شارك في أي مؤتمر علمي وراقب المدعوين خارج أوقات المحاضرات المكان يصبح أشبه بسيرك كبير مخصص بشكل رسمي أو غير رسمي للإشاعة والقيل والقال وأي مراقب من الخارج سيختبر بسهولة الشعور بالعجز والإقصاء والإشاعة هي خبر أو قصة متداولة حقيقتها غير مؤكدة أو مشكوك فيها وهي تختلف عن الدردشة التي تعني إختلاط الكلام وكثرته من دون طائل ومفردة الدردشة هي مزيج من الفارسية والتركية دخلت إلى العربية منذ فترة غير بعيدة وأما النميمة أو القيل والقال فهي نقل الكلام بغرض الوقيعة بين الناس والثرثرة هي كثرة الكلام في مبالغة من دون جدوى وبينما تنطوي الإشاعة على هذه الخاصيات جميعها فهي تتعداها إلى التداول بمواضيع أخرى عديدة فهي ترويج لخبر مختلق لا أساس له في الواقع أو تعمُّد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومة كاذبة أو مشوهة لخبر صحيح أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للواقع والحقيقة وذلك بهدف التأثير النفسي في جماعة من الناس أو في فرد معيّن

ومضة :
أخبرني عن واقعة وسوف أصدق
أخبرني عن حقيقة وسوف أعتقـد
لكن أخبرني قصة وسوف تبقى في قلبي إلى الأبد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى