مقالات

ماذا يحدث .. في المجتمع السعودي !

كثيرة الاسئلة التي تُطرح حول ما يحدث ، في المجتمع السعودي من سلوكيات تتعلق بالعنف الجماعي والعنف الموجه من بعض الوافدين والمواطنين واثارة النعرات والتعصب القبلي ومخالفة الذوق العام والتشوه البصري واللفظي والسمعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخلافه مما يدفعنا إلى ضرورة معرفة وفهم الاسباب .. لما يحدث .. ولماذا يحدث ! وتحديدها ومعالجتها من خلال برامج الوقاية والمكافحة والتوعية وتلافي أساليب العدائية والتنمر ، وقطع الطريق عل أعداء الوطن وقيادته الذين يستغلون بعض السلبيات الفردية التي تحدث في المجتمع السعودي ويقومون بتضخيمها عبر المواقع الإلكترونية وتسليط الضوء عليها على انها ظاهرة اجتماعية ، ومن هذا المنطلق لابد ان ندرك بأن المجتمع السعودي مجتمع متحول في بناء عملياته الاجتماعية والاقتصادية والحياتية حيث يمر في حالة تغييرات كبرى فهو يتحول من مجتمع تقليدي وأبوي إلى مجتمع معلومات رقمية ، ويعيش في أرجائه الملايين من الوافدين وهم خليط من جنسيات وأعراق وديانات وثقافات مختلفة موجودة للعمل وكسب الرزق ، وبالتالي تزداد الضغوط الاجتماعية والسلوكية وتأثير ذلك على التركيبة السكانية المتنوعة مما يؤدي إلى زيادة البطالة والمحسوبية والفساد والشعور بعدم الإنصاف وعدم تساوي الفرص وينتج عنه ازمة في الهوية الوطنية ، ومثل هذا الوضع يمثل بيئة خصبة للعنف والجريمة وانعدام القيم والمباديء ومحاولة الكسب السريع بطرق غير مشروعة سواء بترويج المخدرات أو خلافه مما يؤثر على سلامة الوطن ومن يعيش فيه ، بسبب غياب المرجعيات المجتمعية وتصارع القيم والأعراف والعادات ، وحيث استشعرت الدولة هذا الجانب وركزت على اهمية حفظ النظام العام من خلال سن تشريعات وقوانين وعقوبات صارمة لمحاربة الفساد بكافة اشكاله وقضايا التحرش والمخدرات ومخالفة الذوق العام وشرعت كذلك إلى مواجهة تلك المشكلات ومعالجة اسبابها من خلال الإعلان عن البدء في تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة والاقتصادية والصناعية العملاقة مما يُسهم في تنوع مصادر الدخل وخلق فرص العمل وتعزيز الحريات واحترام حقوق الإنسان ، وحاربت مفهوم الاسترضاء والتنفيع واستنزاف دخل المواطن وفق خطط زمنية مدروسة مثل رؤية 2030 ، والعمل على إرساء الشعور بالعدالة والمساواة قولا وفعلا والحرص على التغيير الهادف والمتوازن في حياة الناس ، وغرس مفهوم الشعور بالمسؤولية الوطنية والمحافظة على المنجزات الوطنية التي تحققت والتصدي لكل من يحاول النيل من القيادة واختراق اللحمة الوطنية التي نعيشها بفضل الله ، واخيرا الحمد لله على نعمة الوطن وقيادته ونعمة الأمن والأمان .

د : عبدالرحمن عبدالحميد السميري
باحث في علم الجريمة والأمن الفكري

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى