مشاعر تحكى على المنفذ
قال تعالى {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
لم يكتب لي الله أن اكون ملبيه لحج هذا العام لكن من نعم الله عليَّ أن سخرني لخدمة حجاج بيت الله، سعيت جاهدة ان أنظم إلى هيئة الهلال الأحمر كمتطوعه صحية وتم قبولي بفضل من الله.
كم استشعرت عظمة تلك النعمة عندما قالها لي حاج أتاني مستبشر بوجه كساه التعب من مشقة السفر: أنتم في أجرٍ لا ينافسكم عليه أحد، فهنيئًا لكم هذا الأجر.
وحاجةٌ أخرى تحاول الثبات بخطى مهزوزة تجاهد ألم قدميها حتى تبرهن لمن يرافقها أنها تستطيع إليه سبيلاً ولا يوقفها شيء، حتى عرضنا لمساعدتها لم يكن ردها سواى الدعاء لنا والرجاء أن تكمل.
من عظيم النعم أن تكون جزءً من ذكرياتهم، تشاركهم لحظاتهم الأولى، وتبتسم لصورة تبقى عمرًا.
ترى أعينهم الدامعه تخالطها إبتسامة الرضى والسن عجزت عن التعبير لا تنطق سوى بالحمد والدعاء من تحقيق حلمٍ فنى عمرهم في السعي إليه.
وحاجٌ آخر منذ أن وطأت قدماه أرض المنفذ خر ساجدًا شاكرًا، بصوتٍ أجهش بالبكاء وابكى جميع من حوله، لم أستطع أن أعبر عن ذلك ووقفت كلماتي عاجزة.
المكان يعج بروحانيةٍ عجيبةٍ رغم حرارة الطقس لكن صدورنا مثجلة من وقع أثر تهليل الحجاج وأدعيتهم التى لا تفارقهم.
كاب الله أجرك وأصلح لك النية ومن تحبين وسخر لك كل فضيلة من الفضائل والهمك خيري الدنيا والآخرة.
سعيدة بك وبأمثالك عزيزتي أ. عبير.