مقالات

الوظيفة التي يحلم بها الجميع …. بقلم الكاتب الإعلامي عبدالقادر بن سليمان مكي

هذا السؤال يتم توجيهه لنا منذ الصغر وتكون الإجابات في عمر الطفولة والمراهقة حالمة للغاية فقد نبدأ بتخيل أنفسنا كالأبطال الذين لديهم قدرات خارقة تؤهلهم لتغيير العالم ليصبح مكاناً أفضل أو وظائف أخرى أقل خيالية من حولنا نراها جاذبة ومع التقدم في العمر والدخول في مرحلة الشباب تصبح الأحلام أكثر واقعية ولكن مع التقدم في العمر أكثر يتخلى كثير منا عن أحلامه بسبب المعتقد الخاطئ عن الأحلام بأنها خيال يصعب تحويله إلى واقع وبالتالي يجب التخلي عن هذه الأحلام ومواجهة الحياة التي تفرض علينا إختيارات نمطية وقوالب يضع الجميع أنفسهم فيها وتلك القوالب قد تتلخص في الحصول على وظيفة بمرتب جيد بغض النظر عن مدى مساهمة هذه الوظيفة في تحقيق الرضا الشخصي والمهني للفرد فالحقيقة أن الأحلام هي طريقنا للنجاح والسعادة والإنجاز والتغيير والتطوير وكما أن لها قدرة هائلة على التحفيز فملايين الإبتكارات والإنجازات التي غيرت العالم من حولنا بدأت بحلم ورؤية واضحة لكيفية تحويل هذا الحلم إلى واقع فالناجحون في العالم هم أشخاص لديهم القدرة على الجمع بين الحلم والسعي إلى تحقيقه بعيداً عن الكلام الذي قد يكون سطحياً وعن القوالب التي نضع أنفسنا فيها لتصوراتنا عن الوظيفة المثالية أو وظيفة الأحلام يجب أن نعلم أننا مختلفين وكل منا فريد بشكل أو بآخر لذلك لا يمكن أن تكون الوظائف التي نطمح لها ونريدها كأشخاص فريدين هي نفس الوظائف أو الخصائص المتطابقة التي يفرضها المجتمع من حولنا والوظيفة المثالية من وجهة نظر البعض فهو العمل الذي يتصف بالتالي :
عمل تحبه ويغذي شغفك وتتوفر لديك المهارة لتنفيذه بشكل جيد ويدفع لك مبلغا جيداً من المال بحسب ماتحدده أنت ويضيف عليها آخرون عمل ينتفع المجتمع منه
وبتعريف أدق فوظيفة الأحلام هي الوظيفة التي توفر لك الخصائص التالية :
فهي تحقق لك الرضا المهني وهو أن تكون مرتاحاً وسعيدا في أداء مهامك تناسب إهتماماتك المهنية وتتفق مع قيمك المهنية وتتوافق مع أولوياتك تلبي إحتياجاتك الحياتية ورغباتك الشخصية المادية وغير المادية تحقق التوازن العائلي والصحي والإجتماعي
وهنا بعض الاعتبارات التي يجب أن نأخذها في الحسبان عند التخطيط للوصول إلى وظيفة الأحلام :
لا يمكننا أن نعرف وظيفة أحلامنا الحقيقية بدون معرفة أنفسنا بعمق أكثر
رحلة البحث عن وظيفة الأحلام يتخللها معرفة ذواتنا ورغباتنا الحقيقية بشكل أكبر فقد يتغير تصورنا عن وظيفة الأحلام بحسب المرحلة الحياتية والمهنية والتجارب فالحصول على وظيفة أحلامك رحلة تتطلب أن تخوضها فقد تعمل في شيء لا تحبه لتصل إلى مرحلة معينة تستطيع بعدها تغيير مجالك أو زيادة دخلك أو العمل في بيئة تطمح لها وذلك لا يأتي صدفة بل يأتي بإدراك وجوب العمل والتخطيط وتطوير مهارات مهنية معينة للوصول إلى مبتغاك،
أدراك الواقع وإستيعاب محركات سوق العمل وفرصه ولا يمكننا أن نعرف كيفية الوصول إلى وظيفة أحلامنا دون معرفة الواقع وكيفية التقاء هذا الواقع بالحلم لذلك يجب أن تدرك ما حولك عن طريق السؤال والاطلاع والملاحظة وأن تفهم سوق العمل ومتطلبات “وظيفة الأحلام” والطريق إليها وسيخبرك ذلك بالأدوات التي تحتاجها في كل مرحلة فيمكنك ذلك من الإعداد لها بالشكل الأنسب وبل ذلك سيساعدك أيضا لمعرفة ما إذا كانت وظيفة أحلامك هي بالفعل وظيفة أحلامك وتحتوي على ما تريده أنت، وليس معلومات وتصورات غير دقيقة عنها.
تعلم كيف تخطط لحياتك المهنية مع التحلي بالمرونة
فكر دائما للمدى البعيد أولا وابدأ بوضع رؤيتك التي تود أن تحققها من خلال عملك، ومن ثم قسمها إلى أهداف طويلة المدى. بعد ذلك، فكر في الأهداف متوسطة وقصيرة المدى؛ وهي الخطوات التي سوف تقوم بها للوصول إلى أهدافك وكذلك يجب أن يكون ذلك مع التحلي ببعض المرونة لتعديل خطتك بناء على المستجدات في سوق العمل والتحديات التي قد تظهر في الطريق وأعمل بجد وأعط نفسك حقها بإيجاد وظيفة الأحلام،
في النهاية يجب أن نتذكر جيداً أن هناك فرق شاسع بين وظيفة لمجرد تحقيق المال أو المنصب المهم ووظيفة تحقق معنى ورضا للشخص وتقربه من أحلامه الحقيقية ولكل منا الاختيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى