مقالات

“حائل عشق كتبته الطبيعة” .. بقلم الكاتبه هياء هديب الشهراني

وجدتُ في حائل ما لم أجده في غيرها من المدن.
وجدتُ التخاطر العجيب بين الطبيعة وأهلها.
تمشي في الطرقات فتشعر أن كل من يواجهك يعرفك ويرحب بك.
ملامح الكرم التي توارثوها بقيت واضحة على مُحَيّاهم، والابتسامة لا تفارقهم.
بيئتهم ساهمت في صنع هوية جميلة لهم.

ما من جبل إلا وتجد فيه معلمًا ثقافيًا أو حضاريًا أو مكانًا ترفيهيًا؛ وكأن الطبيعة تشكرهم وهم يشكرونها.
أصبحت أجلس أمام الجبل فأشعر أني أمام شخص يخاطبني وأخاطبه.
لو جلستُ لساعات أتأمله لا أشعر بالملل ولا أتوقف عن النظر له بإعجاب.

في حائل تتجلى أعظم أنواع التأمل في إعجاز الخالق.
التربة الحمراء وحشائش الأرض المختبئة في جوف الأرض تُخرج جزءًا من أوراقها والآخر مدفون بالتربة.
تراها تصارع الرمال حتى تخرج، وكأنها من خجل اختبأت أو من سبات استيقظت.

ولرمالها المُحْمَرّة جمال لا يمكن وصفه، وكأنها حبات من السكر المنثور أو خرزات ملوّنة.
جبالها تسمّت بصفاتها؛
هناك جبل القاعد الذي يشبه الرجل القاعد أي الجالس،
وهناك العُقدة التي تسلسلت مع بعضها لتحتضن حائل،
وصبابة التي تمسك مياه المطر وتصبّه صبًا.

شعرتُ فيها أن لكل بيت قصة جميلة، وددت أن أطرق أبوابهم وأخبرهم أني أحب حائل وأهل حائل من حب أبيهم حاتم الطائي.
زرتها للمرة الثانية بصحبة أهلي؛ جذبهم الشوق لرؤية الجمال الذي كنت أتحدث عنه، فازداد حبها في نظري.
رأيت الفرحة في وجه أمي من كثرة إعجابها بهذه الطبيعة الساحرة.

استوقفتني بعض المواقف هناك! لديهم احترام كبير للضيف والسائح، وأشد ما شدّ نظري احترامهم لقوانين القيادة ومنح الأولوية للمركبات التي تسير داخل الدوار.
احترامهم للأنظمة في القيادة يجعل السائح يشعر بالأمان والاطمئنان.

ومن المواقف أيضًا : وقف أخي يسأل بائع فاكهة عن الطريق ؛ فأصر هذا الرجل — بعد أن أجاب على سؤال أخي — إلا أن يهدينا كيسًا من الفاكهة.
تجد الكرم حتى في ترحيبهم وعباراتهم الثرية بالمحبة والإخاء والكرم.

مدينة عشقت تراثها، وحباها الله بأبناء يفخرون به وينقلونه بذوق وجمال. مبانيها الحديثة من فنادق وكافيهات ومطاعم تحكي حكاية المكان، وتعكس هوية أهلها بكل اعتزاز.
يستطيعون إيصال ثقافتهم بكل جمال وفخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى