مقالات

حين تتكلم العيون ويصمت الكلام

بقلم الكاتب والأديب محمد مسملي

حبيبتي حينما انظر إلى عينيك أرى فيهما ذلك الحزن المتحجر يعصرني الألم، أرى في عينيك وجعًا صامتًا يختبئ خلف تلك النظرة الحائرة، ودمعًا ينزف بصمت خلف تلك الابتسامة الباهتة.

كأن الدموع جفّت من فرط الانتظار، وكأن قلبك ينزف بصمت لا يسمعه أحد.
أود لو أمدّ يدي إلى أعماقك وأنتشل ذلك الحزن، وأرسم ابتسامة على شفتيك، فأنت لا تستحقين الدموع بل الفرح كله.

أتصوّر مشهدًا من الحزن المختبئ في عينيك، حيث لا تُقال الكلمات لكن يُفهم كل شيء من تلك النظرات، ويُسمع ما بقلبك من خلال تلك الآهات. وحينما أسمع تلك التنهدات أشعر بذلك الوجع الرهيب الذي اعتصر قلبك، وكأنها فائض ذلك الوجع القابع خلف أسوار الضلوع.

حبيبتي: أعرف مدى حزنك، لا لأني قرأته في عينيك، بل لأنكِ تُخفينه بابتسامة صامتة. كأنكِ تخشين أن تُثقليني، وأنا يا عمري خُلقت لأحملكِ لا لأتخلّى عنكِ.

أحبك بكل ملامح ضعفكِ، بكل تلك اللحظات التي تهربين فيها إلى الصمت، بكل مرة نظرتِ فيها إلى البعيد وتمنيتِ لو أن حضني وطنٌ تُلقين فيه تعبكِ وتغفين قليلاً في ليلٍ طويل.

دعيني أكون صدركِ حين تضيق بكِ الحياة، دعيني أمسح عن عينيكِ ظلّ الحزن وأقول لكِ:
هنا في قلبك لا يُسمح للألم أن يسكن طويلاً، لأنكِ خُلقتِ للحب ولستِ للحزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى