الراجحي يُطلق المنصة الوطنية للمهارات . في مؤتمر القدرات البشرية 2025م المهارات محرك الفرص في سوق العمل الجديد
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –، شارك معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، في أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025، المنعقد في مدينة الرياض، مؤكدًا أن التحولات التقنية التي يشهدها العالم باتت تُعيد تشكيل سوق العمل بشكل غير مسبوق.
وأوضح معاليه في كلمته أن الذكاء الاصطناعي وتسارع وتيرة الأتمتة ضمن ملامح الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، لم تعد مجرد ملامح مستقبلية بل واقع نعيشه، مشددًا على أن التحدي الأكبر اليوم لا يكمن في قلة الفرص، بل في نقص المهارات المطلوبة لشغلها.
وأعلن معالي الوزير خلال المؤتمر عن إطلاق “المنصة الوطنية للمهارات” ضمن مبادرة “مسرعة المهارات”، الهادفة إلى تأهيل أكثر من 300 ألف متدرب في قطاعات إستراتيجية مثل الطاقة، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، وتجارة التجزئة. وتُقدَّم من خلالها رحلة تعليمية متكاملة تجمع بين التعلم الرقمي والتطبيقي، وتُوظِّف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصنيف المهارات وتوجيه المتدربين إلى المسارات المناسبة وفق احتياجات سوق العمل.
كما أشار معاليه إلى تدشين المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتدريب “وعد”، التي تستهدف تقديم 3 ملايين فرصة تدريبية، بعد نجاح المرحلة الأولى التي تجاوزت حاجز مليون فرصة تدريبية خلال نصف الفترة الزمنية المخطط لها، بمشاركة أكثر من 60 جهة من القطاعين العام والخاص.
وفي جانب تمكين المرأة، كشف الراجحي أن مبادرة التدريب الموازي للمرأة تجاوزت مستهدفاتها بنسبة 22%، عبر شراكات مع 70 مؤسسة تدريبية وأكثر من 45 ألف منشأة، محققة معدل احتفاظ وظيفي بلغ 92% في القطاع الخاص.
وشهد المؤتمر توقيع مذكرتي تفاهم ثلاثيتين بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وكل من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ووزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالتعاون مع برنامج تنمية القدرات البشرية، بهدف دعم تنفيذ مبادرة “مسرعة المهارات” عبر برامج تدريبية وتفعيل الممكنات الرقمية والإعلامية وتطوير الدراسات والمؤشرات ذات الصلة.
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أن تنمية رأس المال البشري تمثل ركيزة أساسية في تحقيق رؤية السعودية 2030، موضحًا أن تطوير سوق العمل يستند إلى ثلاث ركائز: المرونة في السياسات، الشمولية في الفرص، والتكامل بين القطاعين العام والخاص والقطاع الأكاديمي، بما يعزز الاستجابة السريعة لمتغيرات السوق العالمية.
كما أشار إلى جهود الوزارة في بناء منظومة وطنية متكاملة للمهارات، تشمل إنشاء 13 مجلسًا قطاعيًا للمهارات بمشاركة أكثر من 240 جهة، وتطوير المعايير المهنية لـ300 مهنة، بما يضمن المواءمة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات السوق.
يُذكر أن مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025 يُعقد في نسخته الثانية بالرياض، بمشاركة أكثر من 300 متحدث عالمي تحت شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل”، بهدف بحث آليات تنمية القدرات البشرية وتطوير رأس المال البشري لمواجهة تحديات المستقبل.
