المملكة العربية السعودية تثبت مجددًا أنها الرقم الصعب في المعادلة الدولية، القوة التي لا يمكن تجاوزها، والصوت الحكيم الذي يجمع الفرقاء على طاولة الحوار عندما تتعثر الحلول وتتصاعد الأزمات.
استضافتها للقاءات والمفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل تأكيد واضح على أن الرياض باتت القلب النابض للسياسة العالمية، والمحور الذي تلتقي عنده المصالح الدولية لتحديد مستقبل الأمن والاستقرار في العالم.
بينما تتشابك المصالح الدولية وتتصاعد التوترات تقف المملكة بثبات برؤية واضحة وحكمة قيادة تؤمن بأن الحلول العظمى لا تصنعها القوة وحدها، بل تحتاج إلى العقلانية، والتوازن، وإرادة حقيقية لصناعة السلام.
لقد اختارت المملكة أن تكون صانعة التوافق لا طرفًا في النزاعات، وأن تستخدم نفوذها السياسي وعلاقاتها الاستراتيجية مع القوى الكبرى لترسم خارطة جديدة للمستقبل، حيث يكون للحوار والدبلوماسية الكلمة الفصل.
السعودية اليوم هي ساحة القرار حيث تُرسم خطوط الحلول وتُصاغ التفاهمات التي ستحدد مسار العالم لعقود قادمة، في وقت تتراجع فيه بعض الدول عن مسؤولياتها، تتقدم المملكة بكل ثقة، ممسكة بزمام المبادرة، قائدةً لجهود إحلال السلام، صانعةً لمعادلة دولية جديدة تجعلها حجر الأساس في كل تسوية، وصوت العقل الذي يستمع إليه الجميع.
هذه ليست المرة الأولى التي تجمع فيها المملكة الأطراف المتنازعة، ولن تكون الأخيرة ، فالمملكة التي اعتادت أن تكون في مقدمة الصفوف، تثبت أن دورها يتجاوز حدودها الجغرافية، ليصل إلى كل ركن من أركان العالم، هي اليوم ليست مجرد وسيط بل ضامنٌ للاستقرار ومحركٌ أساسيٌ للسلام، وقوةٌ سياسيةٌ لا يمكن تجاهلها في أي معادلة دولية.
حين تتحدث المملكة ينصت العالم وحين تبادر يتحرك الجميع لأن المملكة أصبحت ركيزة أساسية في استقرار العالم وفاعلًا رئيسيًا لا يمكن تجاوز دوره ، ومن هنا يستمر وهجها السياسي في الارتفاع لتبقى دائمًا وأبدًا قوة السلام والاستقرار التي يعتمد عليها العالم بأسره.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود وحفظ الله المملكة وشعبها العظيم وادام عليها امنها وايمانها ورخاءها وجميع بلاد المسلمين وبارك الله فيك على تسطير الحروف في قادتنا وبلادنا منار الهدى ومنبع النور