مقالات

إفطار الصائم بين العبادة والتبذير هل حان وقت إعادة التقييم … بقلم الكاتب عبدالله بن بكري القرني

مع حلول شهر رمضان المبارك، تمتلئ المساجد والميادين العامة بموائد إفطار الصائم التي تهدف إلى إطعام المحتاجين وكسب الأجر إلا أن هذه الظاهرة التي بدأت كعمل خيري أصبحت في بعض الأماكن أقرب إلى “بوفيه مفتوح” متاح للجميع بغض النظر عن الحاجة الفعلية

في بعض الحالات نجد أشخاصًا ممن يتمتعون برواتب مجزية ومزايا سكنية وتأمينية يتوافدون إلى هذه الموائد متجاهلين الهدف الأساسي منها وهو دعم الفقراء والمحتاجين بل إن البعض يحجز أماكنه مبكرًا، وكأن الأمر أشبه بمنافسة على أفضل موقع دون التفكير في أولئك الذين لا يجدون لقمة تسد رمقهم.

لا يمكن إنكار أن هذه الموائد تسهم في تعزيز روح التكافل والتراحم، لكنها أيضًا تؤدي إلى إهدار كميات هائلة من الطعام ينتهي بها المطاف في القمامة بدلاً من ذلك، يمكن استثمار هذه الأموال في مبادرات أكثر استدامة مثل سداد ديون المحتاجين توفير العلاج للمرضى أو دعم المشاريع الصغيرة للعائلات الفقيرة.

بدلًا من التركيز فقط على إقامة الموائد يمكن التفكير في وسائل أخرى لإيصال الإفطار إلى من يستحقه مثل توزيع وجبات جاهزة للأسر المحتاجة مباشرة أو تفعيل منصات إلكترونية تتيح للمتبرعين دعم الحالات الأكثر احتياجًا.

كما يمكن الاستفادة من بقايا الموائد بإعادة تدويرها لصالح مشاريع بيئية واجتماعية مفيدة.

ولا جدال في أن إفطار الصائم عبادة عظيمة لكن من الضروري إعادة التفكير في كيفية تنفيذها بحيث تحقق الهدف المرجو منها دون إسراف أو تبذير. فالأجر ليس فقط في مد الموائد بل في وضع المال في موضعه الصحيح لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا بطرق أكثر كفاءة واستدامة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى