تقارير

(قلعة تبوك ) بين روايات وأساطير شعبية وحقيقة وخيال تعيّد التسائل هل هي (قلعة وادرين ) الشهيرة

تصوير اعضاء صحيفة اخباركم

قلعة وادرين ) مثل قديم كان يتردد علي آلسنة العامه عندما يشدد غضب الشخص إثناء النقاش او العتاب علي شخص ما وهذه الجملة تعني( الذهاب بلا عودة ) .


في هذا التقرير الذي يعده فريق التقارير بصحيفة اخباركم الألكترونية سنحاول أن نسلط الضوء علي قلعة تبوك او كما يطلق عليها العامة من الناس واصبحت اسماً رائجاً قلعة وادرين

تقع (قلعة وادرين )في مدينة تبوك وقد شيدت من قبل العثمانيين ( الاتراك ) حاليا في العام الميلادي 1551 وقيل في العام 1557م عندما كانوا يبسطون نفوذهم على منطقة الحجاز ولان حكم العثمانيين إبان تلك الفترة امتاز بالبطش والترهيب والتخويف لتفادي المشكلات التي يثيرها بعض القبائل .

وكانت السمعة السيئة مرتبطة بهذه القلعة آنذاك فكان الداخل الي هذه القلعة مفقود والخارج منها مولود. حيث كانت بمثابة سجن او معتقل يمر عليه كل من سيتم ترحيله الى اسطنبول من الأسرى و المعارضين من شيوخ قبائل بقصد ترهيبهم وكسر وحدة القبيلة ليواجهون مصيرهم اما الإعدام وإما السجن حتي الموت

تحتوي قلعة تبوك (وادرين )على دورين يوجد فناء غير مغطى بالدور الأول، ويوجد سلالم توصل إلى الدور الثاني، وعدد من الحجرات ومسجد غير مغطى بالسقف،

ويوجد بالقلعة أبراج مراقبة وحراسة، كما يوجد بئر ماء بالقلعة وسجن يتوفر به أدوات ضرب معدنية، كما يوجد بقلعة وادرين تمثال لسجين وجلاد.

وتستخدم قلعة وادرين انذاك (هي عبارة عن سكّة حديدية )لنقل الأسلحة والأمتعةوالمعدات الحربية من مكان إلي آخر كذلك كان يقوم العثمانيون بتجميع الأسرى الذين يأخذونهم من الجزيرة العربية في قلعة وادرين ليتم نقلهم بعد ذلك إلى إسطنبول ليواجهم قدرهم المحتوم

ومع افتتاح سكة حديد الحجاز جددت هذه القلعة لتنتشر بعدها الروايات والخرافات والأساطير التي من اشهرها خرافة تدور حول امرأة من القصيم طلبت من زوجها أن يصطحبها معه في رحلة بحريه فستجاب لها وخرجوا في قارب فشتدت العواصف البحرية والرياح علي هذا القارب من كل حدب وصوب لتكون النتيجة غرق هذا القارب في عرض البحر ليتوفي الزوج وتبقي المرأة التي كانت تدعي وادرين تصارع الامواج العاتية تاره .

وتصارع الغرق تاره اخري فتتشبث بقطعة خشبية حتي رمي بها موج البحر الي شاطي موحش فاخذت تهيم علي وجهها حتي وصلت هذه القلعة فسكنتها فأطلق الناس عليها قلعة وادرين نسبة لوادرين التي تعيش فيها

ومع تحفظنا علي خرافة القصة فأين البحر واين قلعة وادرين عنها فالمسافة في اقرب نقطة تتجاوز ال180كيلا الم تكن هناك قري يمكن ان تسكنها او تلجأ اليها قبل هذه القلعة .

كذلك القلعة لم تكن مهجوره منذ بناها علي يد السلطان العثماني سليمان القانوني حتي العهد السعودي كذلك لم يكن اسم وادرين دارجا كاسم للفتيات في تلك الحقبة الزمنية . ح

في المقابل لنتجه قليلا للقارة الاوربية وتحديدا بلغاريا
حيث قلعة وادرين أو قلعة كالي فلف كما أسماها الأتراك. معناها في اللغة العربية ( القلعة المحبس) وهي من أقدم القلاع الموجودة في بلغاريا .


قلعة وادرين تم بناءها منذ حوالي 1000 عام ميلادي، في مدينة بونونيا على أحد ضفاف نهر الدانوب، بالاستعانة بعدد من المهندسين من إيطاليا وإنجلترا.


في عام 1396م سيطر العثمانيين على بلغاريا، واتخذوا تلك القلعة حصنًا لهم لتخزين الأسلحة والأمتعة.
كما كانت بمثابة معتقل لكل من يعارض حكم العثمانيين، وأيضًا مكان لإعدام البعض منهم.

أصبحت القلعة مكانًا مخيفًا للكثير من الناس كما كان المكان سئ السمعة لأن كل من كان يدخلها لا يخرج منها أبدًا إلا في الحالات النادرة .


تعتبر هذه القلعة من القلاع الأثرية الأقدم على الإطلاق في بلغاريا، والتي مازالت مجال خصبا انتشارت حوله الخرافات والروايات والشائعات ايضاً ومن اشهر الخرافات المنتشره
عن هذه القلعة حكاية علي أنها مثال للأخوه الصادقة بين ثلاث بنات بلغاريات لأكبر تجار المدينة الكبرى (فيدا )والوسطى (كوالا) والصغري (غمزا) عندما رأت الأخت الصغري انهيار زواج أختيها رفضت هي الزواج، ووهبت حياتها للفقراء، ووضعت كل أموالها في بناء القلعة، وبقيت فيها حتى أصبحت عجوزا وسميت المدينة باسمها تخليدالذكراها.


نلاحظ هنا أن كل الآثار والقلاع تحوم حولها العديد من القصص الأسطورية التي لانعلم حقيقة تلك الروايات لعدم وجود وثائق تاريخية تؤكد أو تنفي تلك الروايات ولكنها اقرب للخرافة بشكل كبير .


لكن الجانب المشترك بين القلعتين القلعة الموجودة في تبوك كذلك القلعة الموجوده في بلغاريا لهما نفس الهدف والفكره. مكان سجن وتعذيب وأسر كذلك نقل وتخزين الأمتعة والمعدات الحربية كذلك لا نهمل انتشار الروايات والإشاعات حولهما لتزيد القاري حيرة اكثر .

وحول قلعة وادرين الحقيقية ذكر الدكتور (علي إبراهيم الغبان)، وهو نائب رئيس هيئة السياحة والآثار السعودية سابقا في احدي مقالاته أن (قلعة وادرين )ليست في مدينة تبوك ولا تمت الي أراضي المملكة العربية السعودية بأي صلة.

وأضاف أن مكان قلعة وادرين الحقيقي في بلغاريا وقد ثبت ذلك من خلال المصطلحات التي كانت تطلق عليها في قديم الزمان.كما أضاف أن من تناقل المعلومات عن أن هذه القلعة من قلاع مدينة تبوك هم مجموعة من رواد المواقع الإلكترونية .

وبالنسبة لكل ما ذكروه عن تسمية الاسم نسبة للسيدة وادرين فكان ذلك من نسج خيال بعض الأشخاصالباحثين الذين يعتد بهم في جغرافية الجزيرة العربية وتاريخها وأسماء الأماكن مثل الشيخ حمد الجاسر في كتابه (في شمال غرب الجزيرة)الذي تحدث عن تبوك،

وفي معجم المواضع قسم شمال غربي المملكة لم يذكر أن هذه القلعة تقع في تبوك، وكذلك بحث الشيخ محمد صالح العبودي الذي نشرت له دارة (الملك عبد العزيز)كتابابعنوان (كلمات قضت )تحدث عن قلاع وادرين وذكر أنها (الأمكنة البعيدة) .

ولم يأت على ذكر لقلعة وادرين.ولم ترد في كتابات الرحالة الغربيين الذين زاروا شمال غربي المملكة إشارة إلى قلعة وادرين أو ما هو مقارب لهذا المسمى .

كما أن أعمال المسوحات الأثرية والدراسات البحثية عن الآثار الإسلامية في شمال غربي المملكة التي قام بها عدد من الباحثين السعوديين لم توضح وجود هذه القلعة،

بالإضافة إلى المراجع والمصادر التي تحدثت عن تاريخ طرق التجارة والحج القادمة من الشام ومصر عبر منطقة تبوك سواء ما كتب باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وجميعها لم يرد فيها ذكر لهذه القلعة.وفيما يخص القلاع التي يعود إنشاؤها إلى العصر العثماني في منطقة تبوك الساحلية منها والداخلية فإنها موثقة علميًا وتاريخيافي ختام هذا التقرير يتضح لنا حسب اجتهادنا أن قلعة (وادرين) قلعة حقيقية ولكنها ليست في تبوك بل في بلغاريا،

وقد نُفِي إليها شخصيات كثيرة من شبة الجزيرة العربية خلال العصر العثماني ويؤكد ذلك وثائق الأرشيف العثماني الموجود في تركيا وهذه القلعة التي يتداول اسمها في الأمثال باسم (وادرين ) في الأصل تنطق (ويدين) .

وتقع على نهر الدانوب في بلغاريا إحدى الولايات الأوروبية للدولة العثمانية)وهناك دراسات علمية وتاريخية وأدبية موسعة عن قلعة ويدين والمنطقة التي تقع فيها وخصوصا من بدايات العصر العثماني وحتى القرن الماضي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى