يُعد أحمد مصيليح البلوي واحدًا من أبرز الشعراء الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة قوية في الساحة الأدبية حيث تميز بأسلوبه العذب وكلماته التي تلامس المشاعر وصوره الشعرية التي تجمع بين الإبداع والواقعية
وبرز الشاعر أحمد مصيليح البلوي في عالم الشعر بفضل موهبته الفذة التي تجلت في قصائده التي تتناول موضوعات الإنسان والحب والوطن والقيم والعلاقات الإنسانية وخاصة فضل الوالدين وهو ما ظهر بوضوح في قصيدته “دنياك” التي أبدع فيها بوصف مكانة الأب والأم ومدى تأثيرهما في حياة الإنسان.
ويتميز شعر أحمد مصيليح البلوي بـ:
لغة جزلة وقوية تعكس تمكنه من أدوات الشعر العربي
وصور شعرية مؤثرة تلامس وجدان القارئ وتعبر عن أحاسيسه بصدق.
وقال في قصيدته “دنياك”
لو كان في دنياك يالادمي خير
أغلى ماعندك تحفظ أبوك وأمك
لكنها تمضي ومن دون تخيير
لا تبتلش فيها ولا تحرق دمك،
الكل فاني بالوعد دون تأخير
ما ضم غيرك لاتناسا يضمك
لا تتبع الدنيا ترا عيشها اقصير
إعمل بها ألي ينفعك يوم همك
أهم شي الدين ما فيه تقصير
إتكمله وتحط به كل عزمك
دينك نجاتك يوم مابه معاذير
في يوم ماينجيك جاهك ولا إسمك
إتشوف كل الخلق حتى التعابير
كلن بنفسه ضاق ماهو بيمك
أما على الجنه تجيك التباشير
في رحمة الله يوم فيها يعمك
وأما على نارن حصيل المخاسير.
ما تموت فيها يصبح الموت حلمك
الله و أكبر والنصايح تصاوير
تصوير للتذكير لو زاد علمك
أنصح بها نفسي قبل ما أنصح الغير
يا الله أنا قصرت والحكم حكمك
والشعر بين الناس حكمه وتدبير
مثل الرساله تبرز اسمو سلمك
في هذه القصيدة، برع الشاعر في تجسيد فضل الوالدين بأسلوب مؤثر ومميز حيث وصف حب الأب والأم بأنه الكنز الحقيقي الذي يجب على الإنسان الحفاظ عليه،
مؤكدًا أن السعادة الحقيقية تكمن في بر الوالدين ورد الجميل لهما.
وحظي الشاعر أحمد مصيليح البلوي بتقدير واسع في الأوساط الأدبية نظرًا لقدرته على ملامسة القلوب والمشاعر وتقديم قصائد ذات مضمون قوي وأصيل كما أنه يعتبر من الشعراء الذين يحافظون على التراث الشعري الأصيل مع تجديد الأسلوب بما يناسب العصر الحديث.
ويبقى أحمد مصيليح البلوي نموذجًا للشاعر المبدع الذي يجمع بين جمال اللغة وعمق المعنى ويواصل إبداعه في تقديم قصائد تحاكي الحياة والمشاعر الإنسانية بصدق وأصالة.
