ورحل العابد الزاهد عميقان الشرافي
فجعت قبيلة الدواسر عامة، والشرافاء خاصة يوم الجمعة الخامس من شهر جمادى الآخرة عام 1446 هـ، برحيل أحد رجالاتها المخلصين، في يوم فضيل، وفي ساعة فضيلة، الوالد عميقان بن سعد محمد الشرافاء -رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة-، والذي كانت تربطني به علاقة وطيدة- كعلاقة الأبن بأبيه، فكانت فجيعتي فيه كبيرة، اللهم لا اعتراض على حكمك وقدرك ولك الحمد على كل حال، راضون بقضاء الله وقدره، مؤمنون بحُكمه وحِكمته.
عرفته نقياً، تقياً، لا يكره احداً ولايشمت في وهن، ولا يعرف الضغينة والاستعلاء وداء الحسد.. عرفته صادقا صالحاً عفيفاً لا يخطئ في حق أحداً أبداً.. ما رأيتُ أشدّ منه ورعاً، وأكثر منه كرامةً وكرماً، عرفته صاحب ود ووصل ووفاء وصفح وتسامح ،وفياً لأصحابه ومحبيه، عابداً زاهداً محباً للخير آمراً للمعروف وناهياً عن المنكر، لا يفتر لسانه عن ذكر الله واللهج بالذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء، قانعاً بما آتاه الله، ومتعففاً معرضاً عن حطام الدنيا وزينتها، صاحب سمت وصمت، وقلب شاكر، لا تعرف الغيبة والنميمة إليه طريق، ولا تسمع منه لفظاً نابياً، أو ذماً لأحد، لين الجانب وبشوش الوجه أعطاه المولى عز وجل بفضل صدق نيته وإخلاص الوجهة لله سبحانه ـ عزيمة قوية وبركة في الجهد وفي الحال وفي المال والبنين.
اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها.. اللهم تغمده بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جناتك، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم احشره مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، اللهم ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأجرنا جميعا نحن كل من عرفناه وأحببناه في مصيبتنا فقد ترك في قوبنا آثاراً لا تنسى، وعلامات لا تُمحى، وحفر فينا بصمات من المحبة والحمد لله على قضائه وقدره.. إنها سنة الله في خلقه، وهو الطريق الذي سيسلكه الخلق أجمعون، وأن القلب ليحزن، وأن العين لتدمع، وأنا على فراقك أبا سعد لمحزونون ..”إنا لله وإنا إليه راجعون”.