السواحة: أطلقنا أدقّ نموذج لغوي في عالم الذكاء الاصطناعي مكّن السيدات بنسبة 35%
ذكر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة، أن المملكة تمتلك تراثاً عربياً ضخماً؛ ولذلك أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” برنامج الذكاء الاصطناعي “علام” أدقّ نموذج لغوي عربي في العالم.
وأكد السواحة، خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، اليوم (الثلاثاء) بالرياض، أن المملكة بدعم وتمكين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان هي المنصة الحاضنة للمبتكرين المعززة لنهج الحوكمة المبتكرة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي؛ بهدف خدمة البشرية وضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي.
ونوه بضرورة توحيد الجهود العالمية للانتقال إلى مرحلة “الإنتاجية” من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو الهدف الذي تسعى المملكة لتحقيقه بالتعاون مع المبتكرين المحليين والعالميين والمنظمات الدولية، من أجل الاستفادة الحقيقية من هذه التقنيات لصالح الإنسانية وتشكيل آفاق جديدة، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات عدة، من بينها الأجهزة المادية وكفاءة الطاقة.
وشدد على أن المملكة هي الشريك الأمثل للمستثمرين والمبتكرين الذين يسعون إلى تحويل هذه التقنيات إلى أدوات إنتاجية تخدم البشرية والكوكب وتحقق الازدهار، موضحًا أن المملكة من خلال شراكاتها الدولية، باتت شريكًا موثوقًا في تطوير السياسات وتنظيمات مبتكرة.
قيمة سوق الذكاء الاصطناعي تتجاوز نصف تريليون دولار
وأشار إلى أن أرامكو أحدثت ثورة في إدخال الذكاء الاصطناعي في عملياتها التصنيعية، حيث استطاعت إيجاد حلول لإدارة غاز الميثان، مبيناً أن المملكة مكنت السيدات في التقنية والذكاء الاصطناعي لتبلغ نسبتهن في هذا القطاع 35%، مضيفا أن الحوسبة السحابية انتقلت من صناعة قيمتها 10 مليارات دولار إلى سوق تتجاوز قيمته النصف تريليون دولار.
من جهته أكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، الدكتور عبدالله الغامدي، أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024 في الرياض، تهدف لرفع المعايير، ودفع حدود الذكاء الاصطناعي لصالح الإنسانية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد أحدث ثورة بالطريقة التي نؤسس ونبتكر ونتعاون فيها، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي في الشهر الماضي قد نجح بـ89% في الاختبارات الطبية، حيث تخطى درجة 85% التي حققها طلاب الطب.
وبين خلال حديثه في القمة، أنه على الرغم من نجاحات الذكاء الصناعي التوليدي، فإنه قد جلب معلومات، وتلاعبَ بالأفكار والرأي العام، وهذا يشكل معضلات أخلاقية يجب أن نواجهها ونتغلب عليها.
ويشارك في القمة أكثر من 450 متحدثًا دوليًا، بحضور عدد من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية وصنّاع السياسات الاقتصادية ونُخب من المختصين في الذكاء الاصطناعي من 100 دولة؛ وذلك خلال الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر 2024م في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.
وتشهد القمة إطلاق أكثر من 25 مبادرة محلية وعالمية، وتوقيع أكثر من 70 اتفاقية، ومذكرة تفاهم محلية وعالمية، علاوة على إطلاق فعاليّات تسهم في تحقيق التبادل المعرفي والفكري مع دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي.
إطلاق مشروع البوابات الذكية في مطار خليج نيوم
وخلال القمة، أطلقت وزارة الداخلية، والمديرية العامة للجوازات، وسدايا، وشركة نيوم، مشروع البوابات الذكية في مطار خليج نيوم؛ بهدف توفير تجربة سفر سهلة تتيح دخولاً وخروجاً سلساً للمسافرين عبر مطار نيوم باستخدام تقنيات التعرف المتقدمة.
ويعمل المشروع على تسريع إنهاء إجراءات دخول وخروج المسافرين والمواطنين والمقيمين بكل يسر وسهولة، حيث تعتمد البوابة على تقنيات حديثة من خلال قراءة السمات الحيوية للمسافرين دون الحاجة إلى تدخل بشري.
من جهتها وقَّعت سدايا، ووزارة السياحة مذكرة تفاهم؛ لإنشاء مركز التميز للذكاء الاصطناعي في السياحة؛ لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية، وتعزيز جودة القطاع السياحي، وتطوير منهجية دمج البيانات لتقييم الأنشطة والمشاريع في قطاع السياحة.
وشهدت القمة تحت رعاية منظمة اليونسكو تأسيس ثلاثة مراكز رئيسية تخدم قطاع الذكاء الاصطناعي؛ لوضع معايير أخلاقية عالمية تشكل رؤى مستقبلية تدعم الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي.
وتتضمن: المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في السعودية، والمركز الدولي لأبحاث الذكاء الاصطناعي في سلوفينيا، ومركز الذكاء الاصطناعي في المغرب.
وأعلنت “سدايا”، بالتعاون مع اليونسكو، تصنيف المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي مركزاً من الفئة الثانية (C2C) تحت رعاية (اليونسكو).
ويدعم تصنيف المركز الدور المحوري للمملكة في تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في سياسات وأخلاقيات وأبحاث الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن جهودها الدولية الداعمة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
ويؤكد هذا التصنيف التزام المملكة بدعم مهمة المنظمة العالمية في تسخير الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية، مع التركيز بشكل خاص على الدول النامية؛ مما يعزز دور المملكة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ويواصل المركز منذ انطلاق أعماله قبل عامين، تنفيذ المبادرات الإقليمية والعالمية في مجال الذكاء الاصطناعي؛ بما في ذلك دعم أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتواصل حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتنسيق التعاون في تطوير السياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ودعم جهود بناء القدرات في هذا المجال.