معادلة النجاح لعام متميز
من عام دراسي لآخر ، يدلف مدارسنا آلاف الطلاب والطالبات المستجدين ، آمال وتطلعات الآباء والأمهات تراقب خطواتهم ، مشاعر مختلطة ، فرحة غامرة ، وآمال كبيرة معقودة على حملة أعظم رسالة “المعلمون والمعلمات”.
مع تتابع الأعوام، بل والأشهر ، وحتى الأسابيع ، استفحلت المتغيرات ، وساهمت التقنية بكل ثقلها في تغيير سلوك ومشاعر الطفل ، وبات من الأهمية بمكان للمعلم والمعلمة، ألا يتكئا على خبرات السنوات الماضية في التعامل مع طلاب هذا الزمن.
يقول ولي أمر طالب : “ابني درس في التمهيدي ، وتميز منطلقا بكل حواسه ، وبعد أن شاهد مقطع في اليوتيوب لإغلاق على طلبة داخل الصف في المدرسة بصورة بشعة ، شعر برهبة كبيرة ورفض الحضور في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد ” ، إذن نتفق على أن هذا الجيل سريع التأثر ، يحتاج لرفق وعناية أكبر.
غاليتي المعلمة ، دورك لا يقتصر على إيصال المعلومة فحسب ، هو أعظم وأسمى ، ليشمل اكتشاف سلوكيات بناتك الطالبات وتشخيصها وتعديلها وفق إمكاناتهن ، واستخدام الأسلوب التربوي المناسب معهن وخصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع أخطائهن ، واكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتنميتها وتشجيعها وتوجيهها التوجيه السليم ، وكذلك اكتشاف الحالات المرضية العضوية والنفسية وإحالتها للوجهة الطلابية.
مديرة المدرسة الناجحة ، دورك كبير ومحوري ومنذ أول يوم دراسي ، في تهيئة البيئة والظروف المناسبة التي تساعد في تحقيق رعاية الطالبات وحل مشكلاتهم الفردية والجماعية ورعاية قدراتهم وميولهم وتحقيق حاجاتهم ، وتيسير كافة الإمكانيات والوسائل المعينة في تطوير برامج التوجيه الطلابي داخل المدرسة والاستفادة من كل الكفاءات المتوفرة لدى المعلمات أو الطاقم الإداري وحتى مع أمهات الطالبات.
زميلتي مشرفة التوجيه الطلابي ، مهمتك لم تكن البته مقتصرة على التقييم فقط ، أنتِ أحد أضلاع هندسة النجاح الكبيرة ، بوضع ومتابعة وتنفيذ البرامج في الميدان التربوي ، وفق كل المتغيرات الاجتماعيه والنفسية والبيئية التي تعيشها الطالبات ، مرتكزة في ذلك على أحدث الدراسات والإستبيانات المواكبة للعصر.
أختي الأم ، حذار أن تعتقدي أن تعليم وتربية طفلتك دور يجب رميه بالكامل على المدرسة ، فمسؤوليتك أعظم ودورك أهم وأكبر ، فحضورك وسؤالك ومتابعتك ، إحساس عظيم لابنتك الطالبة بأهميتها لدى أسرتها وبالتالي ستحرص على العطاء والجد والإجتهاد .
عزيزتي الأم ، وجودك كشريك في العملية التعليمية كطرف مؤثر ، يشكل رافداً مهماً يدعم جهود تطوير منظومة التعليم ، وتفهمك ووعيك يساعد بناتك في أداء الواجبات المنزلية ، كما أن لها تأثير كبير في تحسين التحصيل التعليمي للطلاب.
مشاركة الأهل وبشكل فعال في تعليم أبنائهم ، بغض النظر عن مستوى دخل الأسرة أو المستوى التعليمي للأهل ، تجعل الطالبة تحقق نتائج أفضل في الدراسة، كما تتحسن معدلات انضباطها في الحضور إلى المدرسة ، وتنخفض معها معدلات التسرب .
نجاح كل عام دراسي يرتكز على عمل جماعي ومنظومة تكاملية بين الأسرة والمدرسة والمشرفة التربوية ، واختلال أحدها يعني خلل ونقص وتضاؤل جودة ومخرجات أقل من المأمول .
وفي الختام ، نملك في تبوك وتحديداً محافظة الجمال “الوجه” من الكفاءات ، وحب العمل ، وروح الإخلاص والتفاني ، مايمنحنا التفاؤل بحجم السماء بعام دراسي أجمل وأروع وأكثر تميزاً ونجاحاً .