
الأجواء الشتوية حكاية دفء في قلب البرد …. بقلم الكاتبه امل المعلوي
للأجواء الشتوية سحرٌ خاص لا يشبه أي فصل آخر. فعندما تنخفض درجات الحرارة وتغطي الغيوم السماء، يبدأ العالم في ارتداء ثوبه الرمادي الهادئ، كأن الطبيعة تدخل في لحظة تأمل عميق. يحمل الشتاء معه رائحة المطر التي تنعش القلب، وصوت الرياح الذي يضيف للمكان شيئًا من الحنين والهدوء.
في الشتاء، يصبح للدفء معنى مختلف؛ ففنجان القهوة يزداد لذة، والجلوس قرب النافذة يصبح لحظة شاعرية يراقب فيها الإنسان قطرات المطر وهي ترسم خطوطًا على الزجاج. وفي الليالي الباردة، يجتمع الناس حول الأحاديث الدافئة والبطانيات الثقيلة، فيشعرون بألفة لا تمنحها الفصول الأخرى.
كما يزرع الشتاء في النفس إحساسًا بالسكينة، ويجعل الشوارع الهادئة أكثر جمالًا، فيما تتلألأ أضواء البيوت مثل نجوم صغيرة تقاوم برد المساء. إنه فصل يجمع بين البساطة والعمق، بين البرد في الخارج والدفء في الداخل، بين صوت الطبيعة وصمت الروح.
ويبقى للشتاء قدرة على إيقاظ المشاعر، وإعادة الإنسان إلى ذاته، ليعيش لحظات هادئة تُكتب في الذاكرة كلما نزلت أول قطرة مطر.
وفي النهاية، تبقى الأجواء الشتوية أكثر من مجرد انخفاض في درجات الحرارة؛ فهي فصل يحمل معنى الدفء الداخلي، ويمنح الإنسان فرصة للتجدد، وليعيش لحظات صافية تظل عالقة في الذاكرة كلما عاد الشتاء بفصوله الجميلة.



