الاخبار المحلية

الطائف تتألق تحت قمر الخسوف: حضور جماهيري كبير وتفاعل علمي واسع

شهدت محافظة الطائف مساء أمس واحداً من أجمل المشاهد الفلكية النادرة، حيث تابعت أنظار الأهالي والزوار حدث خسوف القمر الذي أضاء سماء المحافظة بلونه النحاسي المميز في مشهد استثنائي امتد لعدة ساعات. هذا الحدث الفلكي البديع أثار فضول المتابعين وحوّل ليل الطائف إلى ليلة علمية وثقافية بامتياز.

ومنذ ساعات ما قبل بداية الخسوف، توافد الجمهور إلى مواقع الرصد التي أعلنت عنها جمعية آفاق لعلوم الفلك، والتي استعدت للحدث بتجهيز مراصدها وأحدث التلسكوبات وتوفير شاشات عرض كبيرة تُمكّن الحضور من متابعة مراحل الخسوف بوضوح. كما قدّم فريق الجمعية شرحاً علمياً مبسطاً للجمهور عن كيفية حدوث الخسوف ومراحله، إضافة إلى محاضرات توعوية ألقاها مختصون في الفلك، ما جعل الحدث ليس مجرد مشاهدة، بل تجربة تعليمية متكاملة.

وشاركت جمعية الصاعقة والبرق بمحافظة الطائف في الإعداد والتنظيم من خلال تجهيز موقع آمن ومهيأ لاستقبال العائلات والمهتمين، وتوفير الدعم اللوجستي والتنظيمي، الأمر الذي ساهم في انسيابية الحضور وتوفير أجواء مريحة لمتابعة الظاهرة.

الحضور كان لافتاً، حيث شهدت مواقع الرصد تواجد مئات المهتمين بالعلوم الفلكية من مختلف الأعمار، إضافة إلى عدد من المصورين المحترفين وهواة التصوير الفلكي الذين وثقوا مراحل الخسوف بعدساتهم، ما أدى إلى انتشار واسع للصور ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، وجعل الحدث حديث الأهالي خلال الساعات التالية.

وأكد مسؤولو الجمعيتين أن هذا الإقبال يعكس تعطش المجتمع لمثل هذه الفعاليات العلمية التي تتيح للناس فرصة التعرف على الكون وظواهره بطريقة مباشرة، مشيرين إلى أن نجاح الفعالية يشجعهم على تنظيم المزيد من البرامج المشابهة مستقبلاً. كما دعوا المدارس والجامعات إلى التعاون معهم لتعزيز الثقافة العلمية بين الطلاب عبر الأنشطة الميدانية والرحلات الفلكية.

الحدث لم يكن مجرد مشاهدة طبيعية، بل كان مناسبة لنشر الوعي العلمي، وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بالعلوم واستكشاف الفضاء. وبحسب القائمين على الجمعيتين، فإن مثل هذه التجمعات تفتح الباب لمشاريع مستقبلية مثل إنشاء نوادي فلكية في المدارس، وزيادة التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية في المملكة.

وبهذا تكون الطائف قد عاشت ليلة استثنائية امتزج فيها جمال الطبيعة بروعة العلم، وشهدت تعاوناً مثمراً بين الجمعيات العلمية والمتطوعين من أجل تقديم تجربة متكاملة تركت أثراً إيجابياً لدى الحضور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى