
كيف تغيّر العيد من دفء اللقاءات إلى وهج الشاشات .. بقلم الكاتبه صبحاء البلوي
كان العيد في الأمس قصة تُروى، لا تُلتقط. كانت الفرحة تُعاش من القلب، لا تُنشر على الشاشات. كان الناس يزورون بعضهم وجوهًا، لا رسائلَ صوتية أو صورًا منمقة. كان الطفل يفرح بثوب جديد، لا بهاتف ذكي. وكانت الأم تفرح بقبلة صادقة، لا بمنشور مكرر في وسائل التواصل.
عيد الأمس كان أبسط، لكنه أعمق. لم يكن فيه بهرجة أو تكلف، بل بساطة تنبع من صدق العلاقات. كانت الموائد ممتلئة بالمحبة، وإن كانت خالية من التنوع. وكانت العيون تضحك، لا العدسات…
ليس العيب في الزمان، بل فينا نحن. نسينا كيف نُعطي العيد من قلوبنا، لا من كاميراتنا. فقدنا العفوية، وركضنا خلف الكمال المزيّف، حتى خسرنا جمال اللحظة الحقيقية.
أما عيدنا اليوم، فبرغم الزينة والصور والفلاتر، إلا أن الدفء فيه ناقص. التواصل أصبح إلكترونيًا، والمجالس خالية أو صامتة. الكل منشغل بهاتفه، يصور لحظة ليشاركها، وينسى أن يعيشها.
ومع هذا، لا يمكن أن نقول إن عيد اليوم بلا قيمة. بل هو مختلف. نحن فقط بحاجة لأن نعيد له روحه القديمة، ونمزج بين تطور الحاضر وصدق الماضي. فالعيد لا يكون عيدًا حقًا، إلا حين يسكن القلب، لا الهاتف..
كل عيد وأنتم أقرب إلى ذاتكم، وأحنّ على من حولكم.