مقالات

( عيد ) بأية حال عدت ياعيد … بقلم الكاتبه منى المحمود ….!

عذراً شاعرنا الكبير المتنبي علي اقتباس جزء من قصيدتك الشهيره ليكون عنواناً لمقالي عن عيد الفطر السعيد الذي تبقت عنه ايام معدوده لينقضي شهر الخير والرحمة والعتق من النار شهر الخير والتوبه ا اعاده الله علينا وعليكم اجمعين بالخير واليمن والبركة .لتنطلق الاستعدادات لاستقبال الضيف القادم عيد الفطر السعيد وهنا جال في خاطري ذكريات لماضي جميل ماضي ذهب بلا عوده ذهب وتركنا نعيش الذكريات وأحلام الطفوله بحذافيرها

فكلما تقدمت الأعوام والسنين ومضى بنا الزمان نستذكر الماضي الجميل ونغوص في بحار الذكريات ويتبادر الى اذهاننا طقوس العيد في تلك الايام الخوالي وما كان لها من نكهة واثر وعبير يشفى القلب ويسر الناظرين ووجهاً براق يأسر كل من نظر اليه لما له من سحر وجمال .
نعم كان للعيد طعم مختلف فالجميع صغارا وكباراً في ما مضى ينتظر العيد بشغف كبير وسط فرحة تملئ القلوب
اما الايام التي تسبق العيد فلها رونق آخر لا يقل عن جماليات العيد فتعلن الأسر حالة استنفار داخل البيوت لتبدأ معها تحضيرات وترتيبات خاصة تتضمن تزيين البيت والتنظيف وشراء الملابس والحلويات وغيرها
لتحين ليله العيد التي يسبقها إعلان ثبوت دخول شهر شوال بصوت الراحل سليمان العيسى لتنطلق شلالات الفرح باستقبال
العيد السعيد لتنطلق معها مشاعر من الصعب وصفها ليكون الاستنفار علي أوجه داخل كل بيت وأسره استعداداً للاحتفال بهذا اليوم السعيد فتجد
الحلويات قد رصّت بشكل جميل بوسط مجلس الضيوف بجانب المبخرة وعلبة عطر اعلانا باستقبال المهنئين غدا

كذلك لا ننسي تجهيز الملابس الجديده كذلك الحذاء (اجلكم الله ) والشنطه التي نضع بها العيدية ووضعها في اماكن أمامنا أعيننآ نسترق النظر اليها بين فترة وأخرى لنتأكد انها علي مايرام
لتشرق شمس العيد السعيد لتبدأ معه التهاني والتبريكات وتبادل الزيارات بين الاهل الاقارب والصديقات نجتمع سوياً نمزح ونتجاذب أطراف الأحاديث بلا حدود او قيود او حواجز فيما بيننا ببراءة الاطفال
لاننسى ايضا متعة الذهاب من منزل إلي آخر نبحث عن العيديه التي ربما تكون احيانا بعض من قطع الحلوى او مبالغ نقديه لا تتجاوز قيمتها أصابع الايدين
لازلنا نتذكر في دواخلنا تفاصيل صغيرة مضت كلما اقترب العيد لنحمل ذكرياتنا القديمة معنا لتكون قصصاً للاجيال القادمة ونستذكر الماضي بحنين وشوق ونسترجع ايام كانت بحق تسمى اعياداً .

اما في الوقت الحاضرفقد اختلاف العيد كثير اصبح لا يحمل من معانيه سوى اسما فقط فقد ذهبت قيمته ومشاعره وفرحته فرغم محاولاتنا التمسك بماضي جميل إلا ان التغيير جرفنا معه حيث اختلاف الظروف والمسميات وتقدم الزمن وتطور العلم اصبح التواصل الكترونياً, عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة ( sms ) والمكالمات الهاتفية التي نتبادل فيها التهاني والتبريكات مما ادى الى اختفاء الكثير من ملامح العيد التي الغيت بدون ان نعلم
فلو عدنا بذاكرتنا قليلاً لوجدنا الفرق كبيراً وشاسعا بين الامس واليوم بسبب تلاشى الكثير من طقوس العيد يوم بعد اخر وربما لن يبقى منها الشيء الكثير للاجيال القادمة وبذلك نطوي حكايات الماضي وتقاليد الاعياد التي طالما انتظرناها بفارغ الصبر في طفولتنا وفرحة كبيرة لا توصف ونحن نرتدي ملابسنا الجديدة وناخذ العيديات من الأهل والأقرباء..
لعل قادم الايام تحمل لنا فرحاً وسروراً يعيد بنا الذاكرة الى ذلك الزمن الجميل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى