
المسعف الكفيف”مبادرة نوعية تُعزز دور المكفوفين في العمل الإنساني
في خطوةٍ نوعية تُجسد قيم المسؤولية المجتمعية وتمكين ذوي الإعاقة البصرية، أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي، المنفذة للبرنامج، بالتعاون مع جمعية رؤية، وباستضافة كريمة من بيزنس هب، برنامجًا تدريبيًا متخصصًا بعنوان “المسعف الكفيف”، يستهدف تأهيل ١١ كفيفًا بمهارات الإسعافات الأولية، بما يُمكّنهم من التعامل مع الحالات الطارئة بفاعلية تضاهي أداء المبصرين.
وانطلق البرنامج التدريبي يوم أمس الاثنين الموافق ١٠ رمضان، على أن يستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يتلقى المشاركون تدريبات مكثفة تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في تقديم الإسعافات الأولية بشكل فعّال وسليم
ويهدف البرنامج إلى تعزيز ثقة المكفوفين بأنفسهم، وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في تقديم المساعدة الطبية الطارئة، تأكيدًا على أن فقدان البصر لا يُلغي القدرة على العطاء متى ما توفر التدريب السليم والمعرفة الدقيقة.
وأوضح الأستاذ سعد الحجيلي، المدرب المعتمد في الإسعافات الأولية، أن هذه الدورة صُممت بعناية لتواكب إمكانيات المكفوفين، حيث رُوعي فيها تكييف الأساليب التدريبية لتتناسب مع احتياجاتهم، بما يُمكنهم من تقديم الخدمة الإسعافية وفق معايير عالية من الدقة والكفاءة.
وأكد الحجيلي أن هذه المبادرة تُعد نموذجًا يُثبت أن الكفيف قادر على التصرف السليم في المواقف الحرجة متى ما امتلك الأدوات والتدريب المناسب، مشيرًا إلى أن الدورة تسعى إلى تعزيز مهاراتهم في التعامل مع حالات الإغماء، الاختناق، والإصابات المفاجئة، إلى جانب تقنيات الإنعاش القلبي الرئوي، مع شرح تفصيلي لآلية عمل الجهاز التنفسي والدورة الدموية لضمان فهم شامل لأساسيات التعامل مع الطوارئ.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لـبيزنس هب الاستاذ يوسف البلادي أن استضافة هذه الدورة تأتي تأكيدًا على التزام بيزنس هب بدعم المبادرات المجتمعية النوعية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تُجسد رؤية متقدمة تهدف إلى إتاحة الفرصة لكافة فئات المجتمع للمساهمة في العمل الإنساني وخدمة الآخرين.
وأضاف أن هذه المبادرة تعكس أن العطاء لا تحدّه الحواس، بل تُعززه الإرادة والتدريب السليم، لافتًا إلى أن تأهيل المكفوفين في هذا المجال يُعد خطوة رائدة تُعزز ثقافة التكافل المجتمعي وتؤكد أن الجميع قادر على أن يكون جزءًا من منظومة الإنقاذ والإسعاف.
ويُعد برنامج “المسعف الكفيف” نقلة نوعية في مجال تمكين ذوي الإعاقة البصرية، حيث يُعزز حضورهم في الميدان الإنساني ويُسهم في تطوير مهاراتهم بما يخدم المجتمع ويُسهم في إنقاذ الأرواح.

