مقالات

كيف لنا ألا نثق بالله … بقلم …. الكاتبه ابتسام عابد الثبيتي

في خضم الحياة ومتاعبها، نجد أنفسنا أمام تحديات تجعلنا نشعر أحيانًا بالضعف أو الشك. غير أن التأمل في عظمة الله ورحمته يعيد إلينا الطمأنينة، ويجدد في قلوبنا اليقين بأننا لسنا وحدنا في هذه الرحلة. كيف لنا ألا نثق بالله، وهو الذي خلقنا من العدم، وأحاطنا بعنايته، وأودع في كل لحظة من حياتنا حكمة ورحمة؟

الثقة بالله في كل حال

الثقة بالله ليست مجرد كلمات ننطقها عند الحاجة، بل هي يقين متجذر في القلب، ينبع من إيماننا بصفات الله سبحانه وتعالى: رحمته التي وسعت كل شيء، وعدله الذي لا يخيب أحدًا، وعظمته التي تتجلى في كل تفاصيل الكون. عندما نواجه المصاعب، يجب أن نتذكر أن الله أرحم بنا من أنفسنا، وأن كل ما يحدث في حياتنا مقدر بحكمة إلهية، حتى وإن غابت عنا الأسباب.

الله القريب المجيب

في لحظات الضيق، حين تضيق بنا السبل وتثقلنا الهموم، نجد أن الله يسمع دعاءنا، ويستجيب لنا بأفضل مما نتصور. قال تعالى:

“وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” (البقرة: 186).

هذه الآية الكريمة تبث الطمأنينة في النفوس، وتؤكد لنا أن الله معنا دائمًا، قريب منا أكثر مما نتصور، ينتظر منا فقط أن نتوجه إليه بقلوب صادقة، وثقة مطلقة بأنه لن يخذلنا.

الشواهد من حياتنا

كل منا لديه تجربة أو موقف شعر فيه بمعية الله وتدبيره في أصعب الأوقات. قد يكون ذلك استجابة لدعاء طال انتظاره، أو مخرجًا من أزمة لم نكن نظن أن لها حلاً. هذه اللحظات ليست مجرد مصادفات، بل هي دلائل على أن الله لا يترك عباده، بل يهيئ لهم الخير في الوقت المناسب.

الثقة بالله نور في الظلام

في أوقات المحن، قد يبدو لنا المستقبل مظلمًا والطريق مسدودًا، لكن الثقة بالله تضيء لنا الدرب، وتجعلنا ندرك أن ما نمر به هو مجرد مرحلة عابرة، وأن بعد العسر يأتي اليسر لا محالة. يقول الله تعالى:

“فإن مع العسر يسرا” (الشرح: 6).

إنها رسالة ربانية تؤكد لنا أن الفرج قريب، وأنه لا يوجد ضيق إلا وله مخرج، شريطة أن نحسن الظن بالله، ونتوكل عليه بصدق.

كيف نزيد ثقتنا بالله؟

لتعزيز الثقة بالله في حياتنا، يمكننا اتباع بعض الخطوات العملية، منها:

الإيمان العميق بقدرة الله ورحمته، والتذكير الدائم بأن تدبيره هو الخير المطلق.

التأمل في نعم الله التي تحيط بنا، حتى في أبسط تفاصيل حياتنا.

الالتزام بالدعاء والصلاة، فهما وسيلتان قويتان لتعزيز العلاقة مع الله وتقوية الإيمان.

قراءة القرآن والتدبر في آياته، لأنها تبعث الطمأنينة، وتغذي القلب باليقين والثقة.

الخاتمة

عندما نثق بالله، نجد القوة في أضعف لحظاتنا، ونشعر بالطمأنينة وسط العواصف، وندرك أن ما نمر به ليس سوى محطة في طريق الخير الذي رسمه الله لنا. فكيف لنا ألا نثق بمن خلقنا، ويعلم ما في قلوبنا، وهو أرحم بنا من أي مخلوق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى