” الشقيقة “.. حقائق ومغالطات
تعد الشقيقة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم وتصيب ما يقرب من 15 شخص لكل 100 شخص تنقص أو تزيد النسبة باختلاف البلاد،وفي إحدى الدراسات في المملكة العربية السعودية كانت نسبة شيوعه مايقرب من 37%،
وهو يصيب النساء أكثر من الرجال وتعد أكثر شيوعاً في الفئات العمرية الصغيرة نسبياً لكنها تصيب جميع الأعمار
والشقيقة هي صداع نابض غالباً يصيب جانب أو شق من الرأس،ومن هنا جاءت التسمية يصاحبها غالباً غثيان أو قيء تحسس من الضوء والصوت أحياناً،والروائح
وتتفاوت شدتها من متوسط إلى شديد وتراوح عدد ساعات النوبة ما بين أربعة إلى 72 ساعة مما يجعلها حقاً ذات تأثير شديد على الحياة اليومية.
تعد الشقيقة ثالث سبب عالمياً من أسباب العجز وذلك نظراً لما تسببه من آلام شديدة مستمرة ينتج عنها التغيب عن العمل وتوقف أنشطة الحياة اليومية للمرضى.
يتساءل الكثيرون عن أسباب الشقيقة والحقيقة أنها من أحد أنواع الصداع الأولي أي غيرمعلومة السبب وهناك دور للوراثة في الشقيقة وبعض الأنواع عائلية والبعض الآخر به عامل وراثي فنراها مثلاً في الشقيقات أو الأم وابنتها وهكذا،وللشقيقة محفزات تجعل المريض أكثر عرضة لنوبات الصداع ومن أهم هذه المحفزات الإجهاد والتوتر زيادة عدد ساعات النوم أو نقصها الجوع وانخفاض مستوى السكر بالدم ولذا يعاني المرضى بشدة في رمضان مع الصيام،التعرض لضوء الشمس وحرارتها التعرض للروائح النفاذة وبعض المأكولات مثل:الجبن المعتق،والشيكولاته،وهناك أيضاً الشقيقة التي تصاحب الدورة الشهرية في بعض السيدات نظراً لارتباطها بمستوى الهرمونات في الدم
الشقيقة تكون إما شقيقة شائعة وفيها يعاني المريض من نوبات الصداع المتكررة أو شقيقة كلاسيكية و هي اللي يصاحبها حدوث الهالة وهي أعراض قد تشبه أعراض نقص التروية تحدث قبل نوبة الصداع وقد تستمر من ٥ دقائق الي ساعة و الهالة الاكتر شيوعا هي الهالة البصرية و التي تتسبب في حدوث اضطراب للرؤية في صورة خيالات مضيئة او تعتيم جزي او كلي للرؤية مما يصيب المريض بالقلق الشديد و هناك الهالة الحسية فينتج عنها تنميل في احد الأطراف او جانب من الجسم و يصيب بعض المرضي أيضا تلعثم في الكلام
و لكن ما هو علاج الشقيقة
يعد البعد عن المحفزات من أهم وسائل التغلب علي الشقيقة و غالبا هي النصيحة الاولي التي أقدمها للمرضى، فإذا نجح المريض في التعرف على العوامل اللي تحفز النوبة لديه يمكنه تجنبها و من ثم تجنب تناول العقاقير الطبية
لسنوات طويلة لم يكن هناك علاج مخصص للشقيقة وغالبا كان يعاني المريض في صمت فيتناول المسكنات من تلقاء نفسه ولا يذهب للطبيب إلا في حالة عدم استجابة الصداع للمسكنات، و هنا يأتي دور الطبيب في العلاج وأيضا الوقاية فما لا يعرفه الكثيرون أن للشقيقة علاج وقائي يتناوله المريض لتقليل عدد النوبات أو التخلص منها نهائيا.
وقد اقتصر العلاج الوقائي لسنوات على بعض الأدوية منها ما يستخدم للقلب ومنها مضادات الصرع والاكتئاب ولذا كان الكثير من المرضى يعزف عن العلاج ويكتفي بالمسكنات نظرا لما يلاقيه من أعراض جانبية من استخدام هذه العقاقير
قد يكون حقن البوتكس ايضا بواسطة أخصائي أمراض المخ و الأعصاب حلا لبعض المرضي خاصة الذين يعانون من الشقيقة المزمنة التي تتعدى عدد نوباتها 15 نوبة شهرية
شهدت الآونة الأخيرة طفرة في علاج الشقيقة ولأول مرة ظهر في الأسواق دواء تم تصنيعه خصيصا للشقيقة وهي مضادات CGRP وهي غالبا تؤخذ في صورة حقن اما تحت الجلد تؤخذ شهريا او بالوريد كل 3 شهور وفعاليتها في القضاء على الشقيقة قد تصل من 70 إلى 100% و وتم استخدامها من العديد من المرضى الذين أقر بعضهم أنه لا يصدق أنه أصبح يعيش بلا صداع وتوالى أيضا ظهور المسكنات المخصصة للشقيقة فبعد أن كان فقط ما يسمي triptans والأدوية التي تسبب تضيق في الأوعية الدموية فلا يستطيع تناولها مرضى القلب كما كان الكثير من الأصحاب لا يتقبلون أعراضها الجانبية ظهر أيضا Ditans و التي تشبه ال triptans و لكن تعمل بطريقة أكثر تخصصية و يستطيع مرضي القلب تناولها، و ايضا Gepants وهي مجموعة من الأدوية تعمل أيضا على CGRP تقضي على الصداع تماما خلال ساعة من تناول العقار وبدون الأعراض الجانبية المزعجة التي كان يعاني منها المرضى من المسكنات السابقة مما يعد إضافة أيضا لمرضى الشقيقة
في كثير من الأحيان يتأخر المرضى في التشخيص ظنا منهم أنه لا علاج للشقيقة وعليهم التعايش مع المرض لكن مع الأدوية الحديثة أصبح بالإمكان الحياة بلا منغص الشقيقة.
د. شيماء بنت علي جنيدي
استشارية المخ والأعصاب بمستشفيات الحمادي بالرياض
ماجستير الأمراض العصبية
والطب النفسي،
دكتوراه الأمراض العصبية كلية الطب جامعة القاهرة