
من الحب ما قتل بقلم عبدالرحمن سلامه الذبياني
تطلقا فجأة أثرٍ خلافات عادية تحدث عادة في معضم البيوت لاكن هناك من يستطيع تجاوز تلك الخلافات بحنكة وسياسة
وهناك من يخفق اما بسبب قلة الخبرة وإما بسبب ردة فعل سريعة ربما لا تحمد عقباها وتكون نتائج تلك التصرفات تشتيت الأسر وضياع الاولاد الخلافات الاسرية أو العائلية ليست مثل بقية الخلافات حتى وإن تم ترميمها فبعض الجروح حتى وان تم علاجها تبقى آثارها وندماتها واضحه وخاصة على الابناء وتأثيرها على مستقبلهم وحتى على المستوى العائلي يكون هناك ردة فعل من كلا الطرفين وايضاً الكل فيها خاسراً فليس فيها منتصر ومهزوم .فلابد أن يكون للعقل حضور في مثل هذه الحالات وليس اي حضور وخاصةً ٌمن الرجل لأنه يعتبر قائد السفينه و المسؤول الاول عن إيصالها لبر الامان وسط الأمواج المتلاطمة حتى وإن حاول البعض وضع الالغام البحريه في طريقها . أعود لمقدمة الموضوع واقول تطلّقا لسبب بسيط لايستحق القطيعه وطالت فترة الجفاء واصاب العلاقة ما اصابها من جفاف حتى بدأت اوراق العلاقة تذبل واوشكت على السقوط فتقدمت الزوجه بشكوى ضدّ زوجها وكلما إنتهت دعوى سارعت بتقديم الاخرى فتعجب القاضى من تلك المرأة وكثرة الشكاوى التي تقدمت بها وقام بزجرها واخبرها أنه سوف يقوم بمعاقبتها إن عاودت الكرة مرة ً اُخرى وبعد ان خرج الزوج من عند القاضي طلبت الزوجة منه أن يأذنُ لها بالكلام فقال لها تفضلي هل من شكوى قادمة وقد حذرتك من العودة لذلك فقالت على رسلك ايها القاضي أثابك الله مضى على زواجنا سيدي القاضي عشر سنوات رزقنا خلالها بولد وبنت ملاءَ عش الزوجية سعادة وبهجة كنت وزوجي نعيش عيشه سعيدة لم يقصّر في حقّي طيلة فترة زواجنا وأنا كذلك كنت أوفر له كل اسباب الراحة والسعاده وكنت اعتقد ان كلانا لا يستطيع العيش بدون نصفه الاخر مرت السنين كلمحه بصر من شدة مانحن فيه حتى أتى ذلك المساء دار حوار ونقاش بيننا ويبدو أن كلانا لم يحسن ادارة الحوار حتى وصل الامر إلى الوقوع بالمحظور ذهبت الى منزل اهلي وانا أعض اصابع الندم وليتني قضمتها حينه مرت فترة زمنية ليست قصيرة ولم تفلح الوساطات لرئب الصدع وزاد الشوق لرفيق الدرب ولم اجد وسيلة الى لقائه وأمتع عيناي بالنظر اليه ولو من بعيد إلا ساحات المحاكم وهذا ما دفعني الى تقديم شكاوى متتالية حيث كنت التقيه في صالات الانتظار وفي مكتبكم سيدي القاضي وأستعيد شريط الذكريات معه وأجمل فترات العمر التي مرّت واتمنى أن تعود ثانية لنكمل الطريق معاً. هذه قصتي أوما القاضي برأسه وأشار لها بالخروج وما ان أقفلت الباب خلفها حتى أتصل بالزوج وطلب منّه الحضور في أليوم التالي وعندما حضر لم يطل القاضي الحديث معه بل اخبرة سبب تعدد شكاوى زوجته وقال له لا يفعل مثل هذا التصرف الا محبّ وذكره بالأولاد ومستقبلهم لم يدم اللقاء طويلاً حتى انفرجت أسارير الزوج خاصةً عندما علم بقصد زوجته طلب ٌمن القاضي فوراً سرعه البدء باجراءات عودة زوجته آلتي كانت في صاله بعيدة تسترق النظر لمعرفة مايدور وبينما هئ كذلك طلبها القاضي وسالها هل تريد العودة لطليقها اومئت بخجل بالموافقة وخرجا الاثنان من مكتب القاضي وعمّ آلفرح الجميع وعادت المياه إلى مجاريها فحافظوا رعاكم الله على بيوتكم وحاولوا حلّ اموركم بهدوء واستعينوا بالصبر ابعدوا اولادكم عن مثل هذه الخلافات يقول الحقّ تبارك وتعالى
( ومن اياته أن خلق لكم منّ أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إنّ في ذلك لايات لقوم يتفكرون)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



