معلم وارث تاريخي(بئر هداج) اسرار وخفايا….
اعداد التقرير / عبدالرحمن الكتبي – حرب العايش
تصوير / ناصر سلامه الوابصي
يعتبر بئر هداج من اشهر وأقدم الآبار التي عرفها الإنسان في شمال غرب المملكة العربية السعودية تغني بها الشعراء والرحالة والمستشرقين دارت عنه الحكايات والروايات مابين واقع وخيال واسرار وخفايا لازالت طي الكتمان
اردنا اكتشاف اسرار هذا البئر وحكاياته فاستعنا ببعض المقالات والمراجع والمواقع الالكترونية وقمنا بالوقوف علي موقع البئر علي الطبيعه لعل وعسي نخرج بمادة دسمة تزيل الضبابية عن تلك الحكايات فكان هذا التقرير الذي اعده فريق التحرير بصحيفة اخباركم الإلكترونية لكشف جزء من اسرار هذا البئر التاريخي
يقع بئر هداج في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية وتحديدا في محافظة تيماء تلك المحافظة الهادئة التي تميزت بكثرة مياهها وخصوبة ارضها وطيبة وكرم ساكنيها حيث اتخذ من البلدة القديمة موقع له تحيط به أشجار النخيل الباسقة الضاربة بجذورها عمق الارض والتاريخ حيث اتخذ له شكلاً دائرى يميل نوعا ما الي الشكل البيضاوي
تضاربات الروايات واختلفت حول تاريخ بناءه ودارت حوله العديد من القصص والأحداث التي تعاقب علي روايتها كل من زار مدينه تيماء علي مر التاريخ
ولكن المرجح ان بناء البئر غائر في القدم يعود الي الألف الاول قبل الميلاد علي يد الملك البابلي نابونيد الذي عاش في تيماء عشرة أعوام
وتعود تسميته بهذا الاسم نسبة الي اسم المعبود (هدد او أدد)ومع مرور الوقت استبدلت الدال بالجيم
يشدك البئر عند رؤيته للوهلة الاولي بطريقة رص أحجاره التي تحكي كل حجر تاريخ واسرار هذا البئر وقفنا مدهوشين امام اتساع
فوهتة الواسعة التي يبلغ قطرها ال 15متر وبعمق 12 متر، الذي اتخذت شكلاً دائري غير منتظم، مطوية بحجارة تحكي تاريخ واسرار هذا البئر الضخم
لم يقف بئر هداج عند هذا الحد بل امتد ليكون مضرب للامثال للدلالة علي الكرم والجود والسخاء فيطلق علي الرجل المعطاء بـ (هداج تيماء )
كان بئر هداج مورداً لكثير من قوافل الجمال والماشية التي تقصده من أماكن بعيدة ومتفرقه للسقيا كذلك كان مصدرا لتزويد القري والمنازل المحيطه به بالمياة.ولم يقتصر دوره علي ذلك بل كان يمد المزارع المحيطه به بالمياة وذلك بواسطة طبيعة بناءه التي كانت تستوعب اكثر من مائة راس من الإبل لسحب المياة وكذلك لسقيهم في وقت واحد
ليتم توزيع هذه المياة علي المزارع بواسطة اكثر من 27وقيل 31قناة حجريه لازالت باقيه وشاهده علي وقت ماضي
مر بئر هداج بلحظات وفترات ومحطات تاريخية عاني منها من الإهمال سنختزلها في المائة عام الماضية كادت أن تجعل هذا الأثر التاريخيّ اثر بعد عين
مر بفترات صعبة نوجزها بالتالي
كان البئر مصدر مائي لكثير من قوافل الجمال والماشية التي تقصده من أماكن بعيدة للسقيا، وكذلك روي المحاصيل الزراعية المجاورة.
ويقول الرحالة (فيلبي )الذي زار تيماء في العام 1370هـ/1951م أن أهالي تيماء قد قالوا له إنهم يرفعون المياه من البئر بواسطة تسعة وتسعين جملاً دفعة واحدة.
وفي العام 1373 هـ/ 1954م زار الملك “سعود بن عبد العزيز” تيماء ضمن زيارته لمنطقة تبوك، فأمر بتركيب أربع مضخات حديثة على جهات البئر الأربع، وذلك حتى يتمكن السكان من أخذ المياه من جوف البئر لاستخدامها في أغراضهم المختلفة، فكانت هذه الخطوة نقطة تحول كبيرة في تاريخ البئر ودعماً لاستمرار قيام هذه البئر، ثم تداعت عوامل بشرية وأخرى طبيعية عطلت دوره وكادت تفقده الحياة.
ثم زار “عبد القدوس الأنصاري” تيماء عام 1382هـ/1962م، وكان الماء يُستخرج من البئر بواسطة ست مضخات.
بعد ذلك،صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز امير منطقة تبوك أعاد للبئر الحياة بمشروع الملك سعود لترميم بئر هداج الذي أمر به وتبناه مالياً ومعنوياً، وهو مشروع كبير على عدة مراحل يهدف إلى إعادة هذا البئر الأثري إلى وضعه التاريخي التراثي القديم، فأصبح البئر وجهة سياحية وعنصر جذب للسياح في المنطقة.
نتيجة لتلك الإصلاحات، أصبح البئر يؤدي دور ثقافي واقتصادي وعاد لوضعه الطبيعي، بنفس الأسلوب المتبع في طي البئر ورصف حواف البئر ثم وضع سياج حديدي لمنع أي تعد أو رمي مخلفات فيها، وأصبح كما كان أهم معلم أثري وتاريخي وسياحي في المملكة، ولا تزال مياهه تنبع إلى الآن، وأصبح مقصد للكثيرين من الزوار والسياح سواء من داخل المملكة أو خارجها.
البئر مهدد بالجفاف
كاد الجفاف أن يضرب ويهدد (بئر هداج )في السنوات الماضية ليصبح اثراً بعد عين .
حيث اصبح واضح للعيان التذبذب الواضح في مستوى ماء البئر من قبل أهالي تيماء كذلك العلماء الجيولوجيين وذلك بسبب حفر المزارعين على مقربة من البئر العديد من الآبار الارتوازية في المزارع بعدما انخفض منسوب المياه فيها بصورة ملحوظة.
بل شهد أسوأ حالاته عندما أقدم أصحاب الأملاك المجاورة بإنشاء مشاريع جديدة، أدت إلى طمر أماكن ورود وتصدير الجِمال والسواني وأدخل إليها عناصر بنائية غير مماثلة لما هو مستخدم في بنائها، الأمر الذي أضر بالبئر كثيرا ليعيش بئر هداج التاريخي حالة من التجاهل والإهمال .
وهو الأمر الذي أدى لتدخل أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان آل سعود لترميم البئر بتمويل منه، وتشاركت بلدية تيماء رفقة أهالي المنطقة وشعبة آثار تيماء في عملية إعادة البئر إلى سابق عهده ، وتم رصف الحواف حول البئر بصورة متقنة، كما كان السياج الحديدي مانعا لكلّ متعديرمي أي مخلفات فيها.
معلم أثري
كان لتوجيهات أمير منطقة تبوك، الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز بضرورة ترميم البئر حتى تعود الي سابق عهدها دوراً كبيرا موثر في هذه النقلة النوعية لبئر هداج من بئر يعاني الأهمال ومهدد بالجفاف الي احد اهم معالم السياحيه في المملكة العربية السعودية
حيث كانت توجيهاته إلى أهمية أن تكون بئر هداج أحد أهم المعالم السياحية ليس في المملكة وحسب وإنما في الجزيرة العربية ككل، وبالفعل تم تنفيذ توجيه أمير منطقة تبوك حيث أعيد ترميمها لتعود لوضعها الطبيعي السابق
حيث يعتبر الان ضمن المعالم الأثرية والتاريخية التي تتميز بها المملكة العربية السعودية، ويستمر عطائها حتى يومنا هذا.
ودائما ما يسجل السياح من داخل المملكة وخارجها الزيارة لأحد أهم المعالم التاريخية المتواجدة في شبه الجزيرة العربية.
فها هو بئر هداج التاريخي يعود الي سابق عهد ويرتدي حله جديده في ظل الدعم والاهتمام إلا محدود من قبل الدولة
اشكر صحيقه اخباركم الالكترونيه لما تقدمه من اخبار في جميع المجالات وأخص محافظة تيماء بذالك ولا يفوتني ان اشكر الصحفي خالد الزوين لما يوثق ويتابع بجد كل ما ينشر عن محافظه تيماء والاخبار التي يقتصيها ويقوم بها تفيد ما يحدث حولنا وداخل تيماء واشكر القائمين على هذا الصحيفة المميزه وتقبلوا خالص شكري لصحيفه اخباركم. ..
مقدمه سعود عتيق العيد