مقالات

أحلامنا إلى الزوال بقلم الكاتبه مريم العصيمي

بعض الأحلام تعود جذورها للطفولة ، تبقى معك أعوام طويلة ، تصبح جزء من حياتك ومن جسدك وعقلك ، تشغل تفكيرك وتسلك السبل التي توصلك إليها..ولكن رغم كل الجهود وكمية الدموع ،

رغم كل الساعات التي أفنيتها والخيالات التي رسمتها وأحاديثك التي قلتها قد لا تتحقق أحلامك أبداً !!قد يكون مصير حلمك إلى الزوال ، بدأ حلماً وعاش حلماً وانتهى حلماً ،

وهنا تكون صخرة نهاية لمشاعر الكثيرين ، صخرة تغلق عليك أبواب الدنيا ، لتتركك وحيداً في عالم الإكتئاب ، وهذا ما يحدث كثيراً مع بعض الأشخاص .إن حقيقة أن بعض الأحلام لا تتحقق ليست مفاجئة . فالحياة مليئة بالتحديات والعقبات التي قد تقف في طريق تحقيق أحلامنا.

قد نواجه قيودًا خارجة عن إرادتنا ، مثل الظروف الاقتصادية الصعبة أو القيود الاجتماعية أو العوائق الشخصية. ربما نجد أنفسنا غير قادرين على تحقيق أحلامنا رغم بذلنا كل الجهود الممكنة.ومع ذلك ، فإن فشل تحقيق الأحلام لا يعني بالضرورة نهاية العالم .

يمكن أن يكون لهذه التجارب الفاشلة قيمتها الخاصة ، قد تعلمنا دروسًا قيمة عن الصمود والتحمل والإصرار . قد تكون الرحلة نفسها ملهمة وتعطينا القوة والشجاعة للمضي قدمًا في حياتنا برغم الصعوبات ، ويمكن أن تفتح فشل تحقيق حلم معين أبوابًا جديدة لاكتشاف أحلام أخرى .

ربما كان لديك حلمًا واحدًا محددًا وتصورت نتائج معينة ، ولكن الفشل في تحقيقه يمكن أن يشجعك على استكشاف مجالات أخرى واكتشاف أحلام جديدة قد تكون أكثر توافقًا مع مسارك الحالي وقدراتك.من الجيد أن نحلم ونسعى لتحقيق أحلامنا ، لكن يجب أن نكون مستعدين أيضًا لقبول حقيقة أن بعض الأحلام قد لا تتحقق .

يجب أن نتعلم كيف نتعامل مع الإحباط ونستخدمه كوقود للنمو والتطور . يمكننا تحويل خيبات الأمل إلى فرص لاكتشاف أنفسنا بطرق جديدة وتحقيق أهداف مختلفة.في النهاية، علينا أن نتذكر أن الحياة ليست مجرد تحقيق الأحلام ،

بل هي رحلة مليئة بالتجارب والتحديات والنجاحات والفشل . إنها فرصة لنمونا الشخصي وتطويرنا ، وقد يكون الفشل في تحقيق بعض الأحلام هو جزء لا يتجزأ من هذه الرحلة. لذا ، لا يجب أن ندع الفشل يحطمنا ،

بل علينا أن نستمر في السعي والتطلع إلى الأمام ، مع الثقة بأن الحياة لا تنتهي بالفشل، لكنها تستمر بالتحديات والفرص الجديدة التي قد تأتي في طريقنا . فلنحافظ على أحلامنا ولنعمل بجد وتصميم لتحقيقها، وفي نفس الوقت لنكن مستعدين لتغيير الاتجاه وتكييف أحلامنا مع تلك الظروف التي قد تعترضنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى