مقالات

‏لافتة العبارات المسيئة بملعب الإنماء في مباراة الإتحاد والأهلي

للكاتب الإعلامي عبدالقادر بن سليمان مكي
مسؤولية الإنسان عن أعماله في الدنيا والآخرة ﴿كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهينَةٌ﴾
فالتعصب في كرة القدم هو سلوك متطرف وعدواني يتجاوز التشجيع الطبيعي وينتج عن التطرف في حب فريق معين والعداء تجاه الآخرين ومما قد يؤدي إلى العنف وتدمير العلاقات الرياضية والإجتماعية وقد ينبع التعصب من عوامل نفسية مثل ربط النتيجة بنتيجة شخصية أو ضغط نفسي ولكنها ظاهرة سلبية تتطلب معالجة من خلال التوعية وتعزيز الروح الرياضية والتحكم في الإنفعالات ويربط البعض فوز فريقهم بانتصارات شخصية وتنشأ لديهم رغبة في الهروب من ضغوط الحياة من خلال العنف والتفوق وتساهم التحليلات الرياضية المثيرة والمبالغ فيها في تهويل المشاهد وزيادة التوتر بين الجماهير وتؤدي التربية التي لا تشجع على تقبل الهزيمة وعدم التحلي بالروح الرياضية إلى توليد دوافع العنف لدى الأفراد وقد يشجع البعض على التعصب من خلال استخدام السلوكيات العدوانية بإدخال محظورات وممنوعات للملاعب الرياضية وتقليل شأن الآخرين خاصة عند الخسارة وغياب الرقابة الإدارية في بعض الأندية والاعتماد على الأساليب الاستفزازية قد يثير غضب الجماهير ويزيد من التعصب مما يسبب العداوات والخلافات بين الجماهير والأفراد في الوطن الواحد ويؤدي إلى تدمير النسيج المجتمعي وقد يصل إلى حد الإيذاء الجسدي في الملاعب عامة القلق عند حضور المباريات وهو انحراف عن القيم الأخلاقية والدينية التي تدعو إلى المحبة والوحدة فيجب توعية الجماهير بأن الرياضة مجرد لعبة تهدف إلى المتعة والترفيه مع التشديد على ضرورة تقبل الفوز والخسارة والواجب على الجميع بما في ذلك اللاعبون والإداريون والجماهير التحلي بالأخلاق والروح الرياضية ودور الإعلام أن يركز الإعلام على تقديم تحليلات رياضية محايدة وعلى الجوانب الإيجابية للرياضة وتجنب إثارة المشجعين ،
ويجب على الجهات الرياضية والمسؤولة كوزارة الرياضة وإتحاد القدم ولجنة الإمتثال التدخل لوقف أي تجاوزات ومحاسبة المتعصبين بشدة ويمكن لبعض البرامج العلاجية النفسية مساعدة الأشخاص المتعصبين على التحكم في انفعالاتهم وتقليل ردود الأفعال العنيفة فالتعصب الكروي هو مصطلح يستخدم لوصف سلوك غير منضبط في تشجيع نادٍ رياضي معين أو فريق معين ويتسبب في العديد من المشكلات ربما تصل للتخريب أو إحداث تصرفات عدوانية وقد ينجم عن التعصب ظواهر سلبية كإتلاف ممتلكات عامة وخلافات أسرية ومشكلات صحية تصل إلى أزمات قلبية وحالات وفاة والألعاب الرياضية وتحديدا كرة القدم لها تأثير كبير على الجماهير المختلفة حول العالم وينقسم جمهور كرة القدم إلى نوعين أولهما ما يسمى بالهواة وهم الذين يتابعون المباريات الخاصة بالفريق المفضل لديهم للاستمتاع بالمباراة فقط دون التأثر بالنتيجة أما النوع الآخر وهم المتعصبون ويتأثرون نفسياً في حالة الفوز أو الهزيمة لفريقهم والمباراة تمثل لدى المتعصبين لفرقهم أحد أسباب السعادة ويفرز الجسم في حالة فوز الفريق هرمون السعادة ولذلك تمثل كرة القدم أحد أهم مسببات السعادة لدى الأشخاص الأكثر تعصباً ،
أن عدم تربية الأجيال الجديدة على ثقافة اللعب الجماعي وتُقبل فوز الآخر مشكلة تواجهها المجتمعات حيث ينشأ الطفل على عدم تقبل الهزيمة وبالتالي تنعدم الروح الرياضية وتتولد دوافع العنف لديه ويتفاقم ذلك مع الأشخاص الذين يتسمون بالعصبية والأنانية مما يحفز لديهم السلوك العدواني في الكثير من الحالات
وكرة القدم هي المتنفس الوحيد للمتعصبين ومن خلالها يهربون من ضغوط الحياة وأزماتها ويعتبرون اللعبة هي تحد آخر لهم مع الأزمات والضغوط، فإذا فاز فريقهم المفضل فيعتبرون فوزه انتصاراً لهم وفي حالة الهزيمة تزداد الضغوط مرة أخرى وتتزايد لديهم الرغبة في الهروب منها بالمشاجرات والمشادات وافتعال أي أزمة مع الغير للتنفيس عن غضبهم وهؤلاء المتعصبين أكثر عرضة للأمراض كما تنعدم لديهم القدرة على التحكم في انفعالاتهم وغضبهم مما يتسبب في الكثير من الأحيان إلى قطع علاقاتهم بالكثيرين ويتعرضون لخسائر كثيرة فضلاً عن القلق النفسي أثناء المتابعة وسرعة الغضب والانفعال السريع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى