
إعلان خطير في ذاكرة العالم
في عام 2021، أدهشت شركة طيران الإمارات العالم بأحد أكثر الإعلانات جرأة وإبداعًا في التاريخ فتخيّل هذا المشهد :
لامرأة ترتدي زيّ مضيفة طيران تقف بثبات مدهش فوق قمة برج خليفة، أعلى مبنى في العالم بارتفاع 828 مترًا، أي ما يعادل ثلاث مرات ارتفاع برج إيفل تقريبًا!
لا توجد حبال ظاهرة، ولا مؤثرات بصرية، ولا شاشة خضراء … فقط امرأة وحيدة في مواجهة الرياح، تقف على منصة لا يتجاوز عرضها مترًا واحدًا، وترفع لافتة مكتوبًا عليها :
“ما زلت هنا!”
تلك المرأة هي نيكول سميث لودفيك، محترفة القفز المظلي المعروفة بشجاعتها. ورغم هدوء ملامحها أمام الكاميرا، إلا أن وراء تلك الابتسامة قوة غير عادية وانضباطًا حديديًا.
قبل صعودها إلى القمة، خضعت نيكول لتدريبات مكثفة استمرت عدة أشهر، تعلمت خلالها كيف تحافظ على توازنها وسط الرياح القوية، وكيف تسيطر على أعصابها أمام ارتفاعٍ يكفي لأن يصيب أي إنسان بالرهبة.
ولكي تصل إلى ذلك المكان الخطير، تسلقت داخل البرج عبر ممرات ضيقة حتى بلغت القمة، حيث كانت تنتظرها منصة معدنية صغيرة بالكاد تسع قدميها. لم يكن أمامها سوى السماء، وتحتها دبي بكل أفقها الممتد، وما بينها وبين السقوط سوى حزام أمان خفي لا تراه العين.
وعندما عُرض الإعلان، لم يصدق كثيرون ما شاهدوه. ظنّ البعض أنه مشهد خيالي أو خدعة رقمية، لكن الشركة أكدت أن الإعلان حقيقي بالكامل، بلا أي مؤثرات أو تلاعب بصري.
تحوّل هذا الإعلان إلى رمز عالمي للجرأة والإقدام، ولم يكن مجرد دعاية لشركة طيران، بل رسالة عن قوة الإنسان عندما يواجه الخوف.
لقد أثبت أن بعض الرسائل لا تحتاج إلى مؤثرات ضخمة، بل إلى قلوب لا تعرف الارتجاف، تقف شامخة مهما ارتفعت المسافة بينها وبين الأرض.
ولم تكن نيكول وحدها في هذا التحدي؛ فهناك خلف الكاميرا من شاركها الشجاعة ذاتها.
المصوّر الذي صعد معها إلى القمة ووثّق تلك اللحظة الخالدة بعدسة ثابتة وقلب لا يعرف الخوف، يستحق هو الآخر تحيةً تليق بجرأته.
فبفضل شجاعتهما معًا، وُلد إعلان سيبقى في ذاكرة العالم طويلًا




