
الشيخ ابن حميد من منبر الحرم المكي: “الشكر صمّام أمان النعم.. والغفلة طريق زوالها”
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام، خطبة الجمعة اليوم (27 يونيو 2025م)، متناولًا فيها معاني الشكر لله وأثره في حفظ النعم واستدامتها، في أجواء إيمانية روحانية من رحاب الحرم المكي الشريف.
واستهل فضيلته خطبته بالتأكيد على أن نعم الله على عباده لا تُعدّ ولا تُحصى، وأن الغفلة عنها من أعظم أسباب زوالها، مشيرًا إلى أن النعمة لا تُعرف على حقيقتها إلا عند فقدانها، مستشهدًا بنعمة التنفس التي يعيشها كثير من الناس بسهولة، بينما يفتقدها آخرون في غرف العناية وعلى أجهزة التنفس الصناعي.
وبيّن ابن حميد أن الشكر الحقيقي عبادة متكاملة تشمل القلب واللسان والجوارح، تبدأ من اعتراف القلب بالمنعم، وتُترجم بالحمد والثناء، وتُختم بحسن استعمال النعمة في طاعة الله.
وحذّر من الجحود والاستخفاف بالنعم، واصفًا النعم بـ”الوحشية الفرارة” التي لا يردها إلا الشكر والاعتراف بالفضل، مؤكدًا أن الجحود مدخل إلى النقم، وأن زوال النعم غالبًا ما يبدأ عند التهاون بها.
وفي ختام الخطبة، دعا المسلمين إلى الدوام على الشكر، واستحضار فضل الله في جميع الأحوال، مشيرًا إلى أن في الشكر استبقاء للنعم وزيادة لها، مصداقًا لقوله تعالى:
“لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”.



