مقالات

أمانة الكلمة

إن الكلمة أمانة سوف نسأل عنها أمام الله لقوله تعالى ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ” وأختص بمقالي هذا الجانب الصحفي والإعلامي, فسواء أكانت الكلمة منطوقة أو مكتوبة فهي تقع في حيز المسؤولية, ولعل الكلمة المكتوبة بالصحف أخطر لسرعة أنتشارها وللأسف هناك منتفعين يبيعون أقلامهم بثمن رخيص, ويخضعون لأوامر من يشتري كلمتهم. فالصحافة لها الدور الفعال في توجيه الأمة, وبث الأفكار والآراء وعلاج القضايا لتصل بالنهاية إلى مسارها في التوجيه والإرشاد, وإنعدام أمانة الكلمة معناه أن تترك البشرية بلا قيم بل وتهوى البشرية إلى الحضيض, فالضمير الصحفي والإعلامي يجب أن يكون مستيقظ دائماً غير عنصري لمجرد أنه يحب هذا ويبغض هذا أو لمجرد مصالح شخصية لذا فإن المسؤولية تتضخم على أصحاب الكلمة والكتاب وأصحاب الفكر والثقافة والصحافة والإعلام بأن يكونوا على قمة المسؤولية في كل ما يكتبونه وينشرونه سواء عن طريق الوسائل المرئية أو المقروءة.
أرى البعض من الصحفيين وأصحاب الأقلام أن كتابتهم تنحاز إلى فئة أو اشخاص معينين فإن أصابوا رفعوهم في السماء وإن أخطأوا فهم لا أذن تسمع ولا عين ترى, وهناك من ينشر الوقائع مشوهة ذلك بعدم الإلتزام في تحري الدقة في توثيق المعلومات ونس ب الأقوال والأفعال إلى مصادر المعلومة, لذا لا بد لنا هنا من وقفة ولا بد من الإلتزام بما ينشرونه بمقتضيات شرف الكلمة والأمانة والصدق بما يحفظ للمجتمع القيم وبما لا ينتهك حقاً من حقوق المواطنين, أو ينتقص من حق الآخرين.
إن ” الإنحياز الإعلامي ” الذي أراه بمقالات البعض لهو انحياز واسع وانتهاك لمعايير الصحافة ذلك بالبعد عن الحيادية فالإعلام الحقيقي وشرف الكلمة تقوم بالأساس دون التحيز أو التشويه أو التضخيم أو التغافل عن جانب من جوانب الحقيقة, وللأسف أرى بأن هناك محسوبيات ووسائط لمجرد أن هذا قريب فلان أو من قبييلة فلان حتى لو كان قلمه ضعيف بعيد عن الحيادية.
إن الإعلام الحيادي يقوم على مبادئ أخلاقية تحكم مهنة الصحافة, وأهمها احترام حق المتلقي في المعرفة, والتزام الكاتب بالصدق والشفافية, والتحفظ على خصوصية الأفراد, والإبتعاد عن التحريض أو التشهير بأحد بمجرد أن هناك خصومة, ولعلي أستطيع القول هنا أن من يكتب كلمة لمجرد موقف مسبق أو مساندة جانب معين بناء على انتمائه أو أعتقاده أو خبرته دون أحترام المعايير المهنية أو أحترام القارئ فقد أبتعد تماماً عن شرف الكلمة وأصبح يساق. حفظ الله المملكة وشعبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى