مقالات

قراءة في كتاب (بابلو نيرودا)

كتاب (بابلو نيرودا) الصادر عام 2015م عن (دار طوى للثقافة والنشر والاعلام) بلندن، لمؤلفه، الكاتب والناقد اللاتيني/ ألبرتو كونتي. وقد ترجمه للعربية صالح علماني.

يتناول (كونتي) عبر كتابه هذا سيرة أحد أكبر شعراء العالم في القرن العشرين الماضي، ألا وهو الشاعر اللاتيني (التشيلي) الكبير: ريكاردو اليثار نيفتالي ريس باسو ألتو، الشهير باسم ولقب «بابلو نيرودا».

وقد استعرض المؤلف في «مدخل» الكتاب حياة هذا الشاعر العملاق، ابتداء من تاريخ ولادته في بلدة «برال» بجمهورية تشيلي، سنة 1904م ونشأته الأولى وترعرعه في هذه البلدة التي تعتبر مسقط رأسه، ومرورا بانتقاله منها حين بلغ سن الشباب الى المدن الأخرى المجاورة لها، كـ« تيموكو» و«سانتياغو» وغيرهما من المدن التشيلية والمدن العالمية الأخرى، وأهم المراحل والمحطات في حياة هذا الشاعر، ونتاجه الشعري، وأبرز الأنشطة الثقافية والاعلامية التي شارك فيها، وأهمية « نيرودا» كشاعر يعد من الشعراء القلائل الذين طوروا مسيرة «الأدب اللاتيني» خاصة، وأثره في الأدب الشعري العالمي بشكل عام ، وانتهاء بحصوله على جائزة «نوبل العالمية» في الأدب ، سنة 1971م ثم وفاته سنة 1973م.

وحول أهمية هذا الشاعر العظيم، ومكانته في أدب «أمريكا اللاتينية» تحديدا، وموقعه المتميز من خارطة الشعر العالمي بوجه عام يقول المؤلف:

( إن روبين داريو وبابلو نيرودا هما، دون شك، أكثر كاتبين تركا أثرا في الشعر الناطق بالإسبانية، في القرن العشرين. ولكن الشاعر التشيلي فاق زميله النيكاراغوي في ما يتعلق بانتشار أعماله. ويمكننا التأكيد أنه منذ «سرفانتيس» لم يحرز شاعر ناطق بالإسبانية شعبية تضاهي شعبية «نيرودا». فترجماته تعد بالمئات – بدءا من اللغات الأوربية كلها، وانتهاء بلغات لا يمكن تصورها ،كالأوزبكية والأوردية والبنغالية وغيرها – وطبعات كتبه تعد بالآلاف، وعدد النسخ التي تحمل اسمه على غلافها، في طول العالم وعرضه، تعد بعشرات الملايين. وقد تلقى في حياته جميع الجوائز وكل التكريم الذي يصبو اليه كاتب، حتى وصل الى جائزة نوبل التي منحت له عام 1971م، وكان مرشحا لها قبل ذلك بعشرين سنة، وكانت حياته محطا لجوائز أخرى لا حصر لها، ولدرجات دكتوراه فخرية، من عدة جامعات أمريكية وأوربية، ولأوسمة وتشريفات أكاديمية، ودعوات كضيف رسمي على عدد من رؤساء الدول، وتكريم شعبي وصل الى حد اندفاع الحشود الى ملء ملاعب رياضية رحبة، من أجل شخصه وحسب).انتهى كلامه.

ويعرج المؤلف بالحديث عن أعظم الآثار الشعرية لـ«نيرودا» وأشهر أعماله، ذاكرا لنا منها ديوانه الأول «غسقيات» الصادر سنة 1923م ، وديوانه «عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة» الصادر سنة 1924م وهو أوسع أعماله انتشارا وشهرة على المستوى العالمي، وديوانه «رامي المقلاع المتحمس» الصادر سنة 1933م وغيرها من أعماله الشعرية الأخرى.

كثيرون هم من تحدثوا عن « نيرودا» وأشادوا بشاعريته وعبقريته الفذة، بحيث لا يمكننا حصرهم، الا أني أرى من المناسب هنا أن أورد ما سبق أن ذكره السيد» كارل هاغنار هيرو»سكرتير الأكاديمية السويدية، من حديثه عن «نيرودا» بمناسبة منحه جائزة نوبل، لكونه ظاهرة شعرية متميزة ومنفردة عن غيرها، اذ يقول:

(لقد خصصت جائزة نوبل هذا العام لكاتب متنازع فيه، لكاتب ليس مدروسا فحسب، وإنما هو ما يزال موضع دراسة ومناقشة. غير أن كون هذه المناقشة مستمرة، طوال الأربعين سنة الماضية، يؤكد أن مساهمته في ميدان الأدب ليست موضع جدال).انتهى كلامه.

ومن رموز الأدب الإسباني الذين أشادوا بشاعرية «نيرودا» الشاعر الشهير «لوركا» الذي وصفه بأنه «الشاعر الأقرب للدم منه للحبر» وكذلك الشاعر والكاتب الشهير «خوان رامون خيمينيث» الذي وصفه بأنه «أعظم شاعر سيئ».

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button