مقالات

في بيتنا مراهق


تغيرات عديدة تصيب الفرد خلال فترة انتقالية إن جاز التعبير مابين شحنات كبيرة من التوتر والقلق يصاحبة عصبية غير مبرره تدور في محيط المنزل وهي بعض مما يعاني منه الأهل في التعامل مع من يقيم معهم والطريقة السليمة لفهم هذا الشخص سواء كان شاب او شابه تلك الفترة الانتقالية التي تسمي (المراهقة)
فلو عدنا الي كلمة المراهقة نجدها بالمفهوم العربي تعود الي رهق. ورهق تعني الاقتراب من الشي
والمعني هنا واضح فهو يشير الي الاقتراب من مرحله النضج والرشد
فالمراهقة تعد من اخطر واهم المراحل التي يمر بها الإنسان في أطواره ومراحله المتعدده والمختلفه والتي تتميز بالتجدد المستمر

وتكمن الخطورة خلال هذه المرحلة الحرجه التي ينتقل فيها الشخص من الطفولة الي مرحله الرشد في التغيرات المصاحبه لهذا الانتقال في كافة مراحل النمو في المختلفة سواء كانت جسمية او فسيولوجيه او انفعالية اضافة الي مايتعرض له المراهق من صراعات متعددة داخل النطاق المحلي المتمثل في الأسرة والمنزل او داخل نطاقه الخارجي ممثل في الأصدقاء المدرسه المجتمع
لذا نجد بعض من حالات اليأس او الحزن او الرغبه في البكاء او الالم قد تصيب المراهق

كما يبدأ المراهق خلال هذه الفترة بالتحرر نفسيا من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد علي النفس وبناء المسؤلية الاجتماعية ولكنه في نفس الوقت لايستطيع الابتعاد عن الوالدين لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة له كذلك منبع مادي لديه
كل هذه التناقضات والتعارضات بين الحاجة الي التحرر والاستقلال والاعتماد علي الوالدين اضافة الي عدم فهم بعض الأهل للاسف لطبيعة هذه المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق
يجعل الكثيرين يعانون خلال تلك الفترة
مما يؤدي الي اهتزازت وخلخلة في التوازن النفسي للمراهق وبالتالي تزيد الصدامات والمشاكل مع الأهل خلال تلك الفتره
فللآسف الشديد معظم المشكلات التي تحدث للمراهق سببها المباشر محاولة الاهل تسيير اولادهم بموجب ارائهم وافكارهم وعادتهم هم فقط ممايزيد من حجم الفجوه بين الاهل والمراهق فيمتنع عن الحوار معهم لان المراهق يعتقد في قرارة نفسه ان الاهل لايستطيعون فهمه او حل مشاكله
فالدراسات العلمية كما ورد في بحث علمي في الطب النفسي أكدت علي ضرورة الاستماع لهم لانه هو الحل لمشكلاتهم
كمان ان ايجاد التوازن بين الاعتماد علي النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر الفض الي أسلوب اكثر مرونة بالتقرب لهم والتحول الي الصداقة وبناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات لهم بلغة الصديق وليس بلغة ولي الأمر الصارمة هو الحل الأمثل لتكوين علاقة سليمة بين الاهل والابناء في سن المراهقة
فالأمان والحب والعدل والاستقلالية والحزم. هي مفاتيح أساسية تحمي المراهق والمراهقة من الاختلالات النفسية
فلابد أن يشعر المراهق بالأمان في المنزل الأمان من مخاوف التفكك الأسري الأمان من الفشل الدراسي وغيرها الكثير لابد أن يشعر المراهق بالأمان اتجاهها
وان لأيكون لغة الحوار بينه وبين الاهل ترتكز علي التهديد والعقاب
في بيتنا مراهق نعم جميعنا قد نعيش هذه اللحظه فلنعمل علي العيش بسلام والاستمتاع بوجود أبنائنا معنا في كل مراحلهم العمرية
فبيوتنا لاتعني سوء جدران صماء بدون نعمة وجودهم وقربهم منا
فبوجودهم يصبح لحياتنا طعم ولون حقيقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى