مقالات

مدرسة الحياة بقلم الكاتب والإعلامي عبدالله العطيش

> “إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ”

الحياة ستبقى مدرسة لا تعرف الأسوار، ونحن تلاميذها حتى آخر أنفاسنا. هي معلم صامت، يعطينا دروسًا عبر التجارب والمواقف، فنعيش الفرح والحزن، ونتعلم من التسامح والغدر. بين أولئك الذين يتركون أثرًا طيبًا في حياتنا، وآخرين يتركون دروسًا لا تُنسى، يبقى كل ما نعيشه جزءًا من مسيرة التعلم التي لا تنتهي.

نستقبل عامًا جديدًا ونودع عامًا مضى، وكما تعلّمنا من الماضي، فإن الأفعال هي المقياس الحقيقي لحقيقة البشر، وليست الأقوال. فكم من أناس يحملون الحقد والكراهية بقلوبهم، ولا يغيرهم مرور الأيام أو الأعوام، لأن قلوبهم صلبة كالصخر، لا تلين ولا تتغير.

“مدرسة الحياة” ليست مجرد كلمات، بل هي صرح تعليمي عظيم. فيها من يصادقك لأجل المصالح، ثم يتلاشى عند انتهائها. كانت بدايتي في الحياة مليئة بالثقة المطلقة بأن الناس طيبون ولا يكذبون أو يخونون، لكن التجارب أثبتت العكس. رأيت الحياة تمنح الاحترام لأصحاب المال والمظهر والمنصب، بينما تتجاهل الأخلاق والقيم. رأيت المظلوم يقف على أبواب العدالة، ويمضي عمره دون أن ينال حقه، لينتهي حياته بحزن وذلّ.

تعلمنا من الحياة أن الصبر والرضا هما شراع السفينة التي تقودنا، وأنه من المستحيل إرضاء الجميع. تعلمنا أن الخذلان جزء من الرحلة، وأن جبر الخواطر نعمة. التقينا بأصحاب القلوب الطيبة، كما واجهنا أصحاب القلوب المتحجرة التي لا تعرف الرحمة.

علّمتني الحياة أن الإخلاص في العمل ومحبة الخير للآخرين أساس السعادة، وأن الظلم لن يدوم، وأن ما عند الله هو الباقي. فالدنيا زائلة مهما جمعت فيها، ولن تأخذ معك شيئًا سوى عملك، وستحاسب على كل ما فعلت.

حفظ الله المملكة وشعبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى