” سبخة تيماء ” روايات وحكايات …. من عهد مضى وماهو سر هبوط طائرة الهيلوكبتر بها .
اعداد التقرير والتحرير / حرب العائش – سوزان صالح الشمري …
مما شكل للمحافظه ايقونة مميزة كواجهة سياحية من اهم الواجهات السياحية في المملكة العربية السعودية التي يحرص علي زيارتها العديد من السياح والزوار من مختلف دول العالم
حيث تتميز محافظة تيماء بتنوع ارثها التاريخي والثقافي والاجتماعي
كذلك تعدد ألأماكن السياحيه التي يحرص العديد من السواح بزيارتها
في هذا التقرير سنسلط الضوء علي بقعة جغرافيه كونت النسيج الإنساني والسكاني والمجتمعي لهذه المحافظه أخذت معها روايات وحكايات عبر الزمان لازالت تلقي بضلالها علي هذا المكان حتي الان ذكريات وحكايات سمعناها وشاهدنا بقايا قصص تروى للأجيال تلو الأجيال بعد ان عاشها الآباء والأجداد ولازالت شاهده علي عصر مضي
بحيرة تيماء او كما يطلق عليها حاليا مسمي (السبخة ) رواية منسية شاهدة علي خبايا واسرار من الحكايات المثيرة في فصولها مما دفعنا الي محاولة كشف هذه الاسرار والنبش في هذه الحكايه التي لا يعرف الجيل الجديد من أهالي محافظة تيماء عنها الا. معلومات شحيحة غير كافية للغوص في دهاليز وفك اسرار هذه الحكاية
لذا قررنا في صحيفة اخباركم الأعلامية ممثلة
بالزميلة الإعلامية /سوزان صالح الشمري اكتشاف هذه الحكاية (السبخة)عن قرب
وفك رموزها وحكاياتها التي شكلت في فترة ما .
ازدهار وحراك ثقافي واجتماعي واقتصادي لمحافظة تيماء والالتقاء باشخاص عاصرو تلك الحقبة المهمه في فتره زمنيه من القرن الماضي
فكان هذا التقرير التالي
فبحيرة تيماء التي تسمى في وقتنا الحالي منطقة الصبخة وهي عبارة عن مجمع للمياه التي تتجمع من الأودية العديدة التي تصب في هذه البحيرة من جميع الاتجاهات.
فهي عبارة عن منطقة ينخفض مستواها عن سطح البحر لذلك فإن مياه الصرف تتجمع بها ونظراً لارتفاع درجة الحرارة في تلك المنطقة , فإن تبخر الماء يحدث بصورة كبيرة من سطح التربة , فيرتفع الماء إلى السطح , فيحدث له تبخر تاركاً وراءه الأملاح المزهرة على سطح التربة .
باستمرار هذه العملية اكثر من مرة يحدث تراكم تدريجي للأملاح , فيتكون غطاء يعرف باسم القشرة الملحية نتيجة
لذلك فإن السبخة هي عبارة عن أراضي ملحية تتكون نتيجة لترسيب الأملاح بصورة كبيرة ومستمرة , فتكون قشرة بيضاء من البلورات الملحية وتكون هذه القشرة هشة ضعيفة, وهي غنية بالقشرة الملحية وتعد من المناطق التي انحسرت عنها الماء وتعرضت للجفاف بفعل الحرارة
بدوره أوضح الاستاذ والمؤرخ /محمد النجم المدير السابق لمكتب أثار تيماء الذي تحدث لصحيفة اخباركم عن (السبخة )من الناحية التاريخية بقولة
تشكل السبخة الجزء الشمالي من تيماء ، وهي عبارة عن منخفض ملحي يمتد من الشرق الى الغرب بطول يبلغ ثلاثة كيلو مترات في كيلو متر واحد تقريبا ، وهو الجزء الأخفض من واحة تيماء ، وتصب فيه عدد من الاودية فمن الجهة الغربية يصب فيها وادي الرضام وكذلك وادي الفاو ، ومن الجهة الجنوبية وادي البريذع ووادي السليلة ، ووادي الحسينية ، ووادي الهمي ، بالإضافة الى عدد من الاودية الغير رئيسية ومنها وادي ابو شداد ، وكذلك عدد اربعة اودية صغيرة تأتي من منطقة الجال ، وقد تمتلئ هذه السبخة وتعود المياه الى الواحة ، كما حدث في مرات عد ، ولعل اهمها ذلك الطوفان الذي حدث ايام الملك السموأل ابن عاديا الغساني ( القرن السادس الميلادي ) والذي خلدة الشاعر امرؤ القيس بقوله
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ولا اطم الا مشيدا بجندل
ويقصد فيها ان ذلك الطوفان لم يبق سوى أعالي النخيل ، والقصور المشيدة من الحجارة الكبيرة ، كما ان تيماء قد شهدت طوفان اخر ، ولكن هذا الاخير لم يبق من البلدة ما يسمح لأهلها بالبقاء فهجرها سكانها ( بدير التميمي ) لتبقى تيماء ما يقارب الثلاثة قرون واحة جرداء غير مسكونة ، حتى تم اعاد الحياة لها من قبل ابناء الغنيم اوائل القرن الحادي عشر الهجري ،
وتكمن اهمية السبخة في انها تحوي مياه الامطار التي تصب في الواحة ، وبالتالي تقوم بتغذية المنطقة الزراعية المحيطة بها خاصة من الناحية الجنوبية منها ،
واستطرد في حديثة عن السبخة قديما بقولة
تشير الدراسات التي قام بها الفريق السعودي الالماني الى ان اصل السبخة كانت في السابق تغمر كامل الواحة بالمياه ، ولكنها وبعد موجة التصحر ، وشح الامطار فقد بدأت بالانحسار قبل حوالى 25 الف سنة ، حتى انحسرت في الجهة الشمالية من الواحة ، وبالتأكيد هي ما عناها البكري ( القرن الخامس الهجري) وذلك في كتابه (معجم ما استعجم من أسماء المدن والمواضع) بقوله “وتيماء مدينة لها سور، وعلى شاطئ بحر طوله فرسخ، وبها بحيرة يقال لها العقير، ونهر يقال له نهر فيحاء، وهي كثيرة النخيل والعنب” .و ربما كان مسماها بالعقير قد جاء من عقر الغُزاة أي إيقافهم ومنعهم من الوصول للبلدة، وأيضاً أشار لها الحميري، في كتابه ( الروض المعطار في خبر الأقطار ) بقوله “وتيماء من أمهات القرى، على سبع ليال من المدينة ولها سور وعلى شاطئ بحر طوله فرسخ”، والفرسخ يساوي أربعة كيلو مترات، ، والحقيقة ان وجود الأصداف والمتعلقات البحرية التي تنتشر حول المنطقة المعروفة بالسبخة تؤكد وجود هذه البحيرة .
مؤكدا علي المكتسبات الكثيره التي افادت كثيرا هذه السبخة ، في معرفة التعاقب الطبقي وتشكلها خلال الاف من السنين ، كما انها جادت كثيرا بكثير من المعلومات عن نباتات الواحة ، اذ حوت متعلقات الاشجار من بذور او نوى ، او اخشاب في طبقاتها .
كما نوه الاستاذوالمورخ /محمد النجم بحديثه عن (السبخة)الي ما وقف عليه سابقا ، فقد كانت تحوي الكثير من المستنقعات ،التي كانت تستخدم لجمع مادة الملح الذي يتوفر بها كثيرا ، وحاليا ، وعندما تصب فيها الاودية فهي تتحول الى ما يشبه البحيرة ، التي يصعب اجتيازها .
كما ذكر الاستاذ والمربي الفاضل /صالح بن زيدان الشمري من الرعيل الاول في التعليم بمحافظة تيماء
تعتبر السبخة من المعالم السياحية المهمة في محافظة تيماء
التي تشهد إقبال كبير من السياح مثلها مثل غيرها من المواقع السياحيه والأثرية بتيماء
فالسبخه ارض منخفضة كثيرة الملح ويظهر ذلك بشكل واضح عند هطول الأمطار حيث تصبح تلك المنطقه مستنقع للمياه وعند جفافها تكتسي اللون الأبيض (لون الملح )وبكميات كبيرة
ففي الماضي كان أهل تيماء يأخذون هذا الملح وينقونه من الشوائب للاستخدام داخل المنزل
اما التجار يأخذون هذا الملح وبعد تنقيته يتم بيعه داخل المحافظة او القري المجاورة لها
فالسبخة كانت معروفه الحدود من جميع الجهات ماعدا جهة الشمال حيث كانت الحدود مفتوحة ويقال انها تمتد الي منطقة الجوف
كذلك كانت هناك محاولات استزراع هذه المنطقة كاأراضي زراعية رغم انها غير صالحة للزراعة وذلك بوضع تربة زراعية لزراعة بعض الأشجار والنباتات ولكن دون جدوى
ومن الأحداث المهمة والمواقف الطريفة في نفس الوقت التي لازالت عالقه في الذاكره لهذه البقعة الجغرافية
كانت هناك طائرة هليكوبتر تجوب المنطقه فحدث خلل بها فشاهد الطيار منطقة بيضاء بشكل واضح فتوقع انها منطقة مستوية او صخرية يستطيع الهبوط عليها فلما هبّط تفاجأ بان هذه المنطقة ملحيه ولم تتزن الهليكوبتر في الوقوف مما تطلب الاتصال وطلب النجدة من الإنقاذ والدفاع المدني والإسعاف ليتم استخراجها من المنطقة الملحية بصعوبة كبيره
بينما ذكر الاستاذ /عدوان بن عايد الضوي العنزي ان محافظة تيماء فيها ارث مفقود وحضارات سابقة لايمكن تجاهلها كوّنت النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمحافظة
(فسبخة تيماء )او كما كنا نطلق عليها سابقاً (سبخة الملح ) الموجودة في شمال الغربي لمحافظة تيماء كانت توجد بها شجيرات الأثل المتفرقة كذلك كثبان وطبقات ثلجية كانت رافد من روافد التجارة لهذه المحافظة
حيث كان الحجاج المارين بمحافظة تيماء يحرصون علي شراء الملح المستخرج من السبخة بكميات كبيرة مما جعل هناك حراك اقتصادي للملح الطبيعي الذي امتازت بها المحافظة في تلك الفترة .
كما أوضح الاستاذ/راضي هزاع العنزي المهتم بالتاريخ الإنساني ان سبخة تيماء قديما كانت رافد من روافد الملح الأثري الذي يفد عليها عدد كبير من البادية والحاضرة لأستخراج الملح
فقد كان الاسم الدارج للسبخة لأهالي تيماء (سبخة الملح )
فسبخة تيماء غير صالحة للحياة النباتية كليا بسبب نسبة الملوحة العالية التي تصل تقريبا الي 3000في المية كذلك تصل تكسرات الملح احيانا مابين 7الي 8سم
فبالنسبة للجهة الشمالية منّ السبخة تعتبر تباب عالية تشهد توافد العديد من الأسر والمتنزهين في هطول الأمطار للإستمتاع بالأجواء الماطرة كذلك الإطلالة الجميلة للسبخة مع امتلائها بالمياة تشعرك كأنك بخليج بحري ذو إطلالة ساحرة
ونوه الاستاذ /راضي هزاع ان استخدام الملح الأثري لم يقتصر. علي الطعام فقط بل امتد الي أن أهل البادية يستخدمونه في علاج العديد من الأمراض التي تصيب الإبل والأغنام
مختتم حديثة بقولة حقيقة احتار العلماء في وصف السبخة البعض يقول انها بحر والبعض الاخر يقول انها نهر خاصه في ظل تواجد الأصداف البحريه المتحجره
علما ان تيماء ضربها طوفان دفن معظم معالم السبخة كما ذكر المستشرقين والعلماء
مطالبا دعوةً المستثمرين في المستقبل لإقامة مصنع لإنتاج الملح الأثري ليكون رافد من روافد الاقتصاد لمحافظة تيماء
أختتمنا تقريرنا بعد ان حاولنا ان نفك طلاسم ودهاليز أسرار السبخة قدر الإمكان
امام القراء ولكننا تفاجأنا بأسرار لازالت مدفونة
ستكون الايام والأعوام كفيلة بفك رموزها .
شكرا لمن أعطت وأجزلت بعطائها إلى من سقت وروت الكل علماً وثقافة إلى من ضحت بوقتها وجهدها في دعم الساحيه في محافظة تيماء و كل الشكر والتقدير على الجهود القيمة الاستاذه الفاضله والصحفيه سوزان الشمري