التدفئة بالفحم
عملية التدفئة بالفحم، الناجمة عن عملية حرق الخشب أو غيرها من المواد التي تستعمل كوقود،ينتج عنها انبعاث كميات كبيرة من غاز أوكسيد الكربون السام، وفي غياب التهوية السليمة خاصة بالأماكن المغلقة،يؤدي ذلك إلى تراكم الغاز بمستويات عالية،والذي يتسرب بفعل استنشاقه إلى مجرى الدم،ويحل بالتالي محل الأوكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء،مما يحول دون وصول الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء،ما ينتج عنه تلف خطير في الأنسجة،قد يتسبب في الموت
غاز أوكسيد الكربون،الذي لا طعم ولا لون له ولا رائحة، يأخذ مكان الأوكسجين في الدورة الدموية،ما يجعل الشخص،في هذه الحالة، يشعر بالدفء والاسترخاء والرغبة في النوم،غير منتبه لما يحدث له،منبها إلى أن ذلك يؤشر لبداية غيبوبة قد تنتهي بالموت بسكتة قلبية، لأن القلب لم يعد يتوصل بالكمية الكافية من مادة الأوكسجين.
بعض بعض الحالات تدخل في غيبوبة لعدة أيام،مما يستدعي اللجوء إلى التنفس الصناعي حتى يتمكن الضحايا من استرجاع قواهم أو بعضا منها،وبعض الحالات تخلف هذه المشاكل الصحية بعض الأمراض على مستوى الدماغ أو الأوردة والشرايين.
أن الأشخاص الذين يستنشقون هذا الغاز تبدوا عليهم مجموعة من العلامات والأعراض،تتمثل على الخصوص في الصداع الخفيف،والإحساس بالضعف والدوار،والغثيان،وضيق التنفس،وفقدان الوعي،
وأحياناً تكون الإصابة خطيرة،وتحديداً لدى الأشخاص النائمين،وقد يصاب المرء بتلف مزمن في الدماغ.
كما قد يشكل استنشاق هذا الغاز السام خطرا بالأساس على الأجنة،التي تكون أكثر عرضة لضرر التسمم، والأطفال الذين يتنفسون بمعدلات أكبر من البالغين، والمسنين،ومرضى القلب، والأشخاص الذين يعانون من فقر الدم ولديهم مشاكل في التنفس.
ومن أجل تجنب الأخطار التي قد تنجم عن استهلاك الفحم النباتي واستعماله بشكل سالم وآمن،ندعو إلى تجنب اللجوء إلى التدفئة بالفحم،خاصة بالأماكن المخصصة للنوم في المنازل، مع الحرص الشديد على التهوية الجيدة.
استشاري الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي بالرياض
د. عادل بن عبدالتواب الشناوي