نصائح واعتبارات قبل الالتحاق في الجامعات
في مثل هذه الايام من كل عام يعيش الكثير من ابنائنا وبناتنا خريجو الثانوية العامة حالة من المشاعر المتأرجحة بين الأمل والترقب والحيرة والقلق مع اقتراب مواعيد القبول في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي المختلفة.
فالبعض حتى هذه اللحظة ليس لديه المعرفة الكافية بالتخصصات التي يرغبها وقد لا يعرف ماذا يريد تحديدا وهم كثر،.
والبعض الآخر تكون الأمور واضحة لديه ولكن المعطيات التي بحوزته من درجات القدرات والتحصيلي والنسبة الموزونة يدرك أنها لا تؤهله لما يرغب به وبالتالي يجد نفسه بشكل أو بآخر في الدائرة ذاتها من الحيرة والخوف والترقب .
وأما القلة القليلة فهم من يمتلكون كل المقومات والأدوات التي تجعلهم يحضون بفرص مواتية للالتحاق بالتخصصات التي يرغبون بها عن قصد وبمحض ارادتهم .
وبين هؤلاء وهؤلاء من استطيع أن أطلق عليهم ضحايا للدوائر الاجتماعية المحيطة بهم مما يجعلهم يقدمون على مغامرات غير محسوبة ويقعون ضحية المجاملة التي تفرض عليهم الالتحاق بتخصصات قد لايرغبونها من جهة وقد لا يملكون الامكانيات اللازمة للنجاح والاستمرار بها من جهة أخرى.
وهنا دعوني أقدم بعض النصائح التي اعتقد أنها قد تساعد البعض في الخروج من حالة المشاعر المتأرجحة التي سبق الحديث عنها :
أولا : التوكل على الله سبحانه تعالى واليقين التام بأن الخيرة فيما يختاره الله عز وجل وإنما الإنسان مخير بالأخذ بالأسباب حتى يبلغ الأمر منتهاه.
ثانيا: عند تحديد الرغبات ينبغي التخلص من فكرة أن هناك تخصص أفضل من آخر أو درجة علمية أفضل من أخرى والتركيز بدلا عن ذلك على فكرة التخصص الذي يعتقد الطالب أن لديه الرغبة والمقدرة على دراسته والنجاح فيه وفي نفس الوقت يمتلك من الدرجات الموزونة ما يجعل فرصته كبيرة للقبول في هذا التخصص ، وهذا الامر في غاية الأهمية عند ترتيب الرغبات ( التخصص الذي تعتقد أن الفرصة للقبول فيه ضعيفة لاتضعه أولا على الاطلاق)
ثالثا : انظر جيدا فيمن حولك وابتعد قدر الإمكان عن التخصصات التي مازال خريجوها يبحثون عن الفرص الوظيفية رغم تخرجهم قبل عدة سنوات فالالتحاق في هذه التخصصات مضيعة للوقت ليس الا.
رابعا: ابتعد قدر الامكان عن التخصصات التي تكون فرص العمل بها في قطاع محدد دون سواه.
خامسا: بغض النظر عن الدرجة العلمية بكالوريوس أو دبلوم احرص على التخصصات الجديدة والتخصصات التي تنسجم مع التوجه العام لسوق العمل المحلي ففرص العمل تنبثق من التوجهات وتلبي متطلباتها ( وتحديدا في منطقة تبوك والعلا وماشابهها ) كن ذكيا في الاختيار وضع مسألة الدرجة العلمية جانبا عند تحديد الرغبات.
سادسا: قم بنفسك بترتيب الرغبات ولا توكل هذه المهمة لأي شخص آخر فأنت المعني في نهاية المطاف، وإياك ثم إياك من ترك الأمر لمكاتب الخدمات وإن كان لا بد من الاستعانة بهم فكن متواجدا واشرف بنفسك على ترتيب الرغبات حسب ماتراه.
سابعا: الآن اصبح المجال مفتوحا أمام الطالب للتقديم في أي جامعة في المملكة فلا بأس إن وجدت التخصص الذي ترغبه وتعتقد ان فرص قبولك فيه كبيرة من التقديم عليه في أي جامعة كانت.
ثامنا: الاستعانة بالله والاستخارة في وقتها ودعوات الوالدين هي السبل التي تقودك إلى النجاح وإلى الخير ليس فقط في مسألة الالتحاق بالجامعات ولكن في شتى مناحي الحياة.
وأخيرا وليس آخرا كل الأمنيات بإن يكتب الله التوفيق والسداد لجميع أبنائنا وبناتنا وأن يوفقهم لكل مافيه خير الدنيا وخير الآخرة.