السعاده بقلم الكاتبه مريم العصيمي
في كل يوم نتيقظ على امور لانعلم ما في طياتها مُفرحة ام مُحْزنه الحياه تدور في مسار ٍ لا نُدركة ..
يضل هناك سؤال :
هل تتأثر سعادة الشخص بما يمر به ؟؟
ان السعادة، مكون أساس من مكونات النفس البشرية حتى تستقيم حياتها، وتكتمل صحتها الجسدية، والنفسية.. فمتى اكتملت هذه لدى الإنسان عاش باستقرار، وأمان داخلي، وطمأنينة، وسكينة، وصفاء نفس، وطهارة روح، وراحة بال ، فمنهم من يُقسّمها إلى: سعادة داخلية وأخرى خارجية، ومنهم من يُقسّمها إلى: سعادة مؤقتة، وأخرى دائمة.
وحين نتحدث عن السعادة فلا بد أن نتحدث عن صُناعها الذين تجردوا من الذاتية و”الأنا”؛ فصار جُل همهم صنع السعادة في حياة الآخرين، ونشرها بينهم، وتقديم كل ما من شأنه إيجاد مجتمع سعيد، يرفل بثوب الرضا، وينعم بالاستقرار، وتحفه الطمأنينة، ويبذلون في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ولا يألون جهدًا في تحقيق ذلك.
يتأثر الانسان فيعبُر خط الخطر بأمان بتوكل من الله
إن السعادة الحقيقية ليست سعادة الدنيا فحسب، بل هي سعادة الدنيا والآخرة، وهي السعادة التي أشار إليها ربنا الرحمن -جل في علاه- في كتابه العزيز في سياق حديثه عن يوم القيامة:
﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾ (105) سورة هود.
وقال سبحانه وتعالى مبينًا السعادة الحقة: ﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذٖ﴾ (108) سورة هود.
إن البعد النفسي والروحي له دور كبير في شعور الإنسان بالراحة والطمأنينة والسعادة.. فكم من أناس يمتلكون المال والجاه لكنهم أشد تعاسة، وأشد قلقًا، ويشعرون بعدم الاطمئنان عن حاضرهم ومستقبلهم؛ لأنهم بعيدون عن الله، ويهملون في عباداتهم، ويعيشون لأنفسهم غير مهتمين بغيرهم، حتى أقرب الناس إليهم لا يتواصلون معهم، ولا يسألون عنهم. هؤلاء هم أتعس الناس.
وأيضًا السعادة أن يثق الإنسان في نفسه، وفي قدراته الذاتية، ثقة كبيرة، وأن يعمل على تطويرها، والارتقاء بها، وأن لا يستهين بنفسه، وأن يقدم على التجربة بنفسه، تجربة أي مجال بنفسه، فمن التجارب الذاتية نتعلم كلنا، ومن الحياة البسيطة وأداء عباداتنا نطمئن ونسعد كلنا.